كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)

101…به مصعب بن عمير من جهود في نشر الإسلام بين عدد من زعماء المدينة، فدعا هؤلاء الزعماء قبائلهم للدخول في الإسلام.
وفي موسم الحج في السنة الثالثة عشرة من النبوة حضر لأداء مناسك الحج بضعة وسبعون نفساً من المسلمين من أهل يثرب جاءوا في حجاج قومهم من المشركين فلما قدموا مكة جرت بينهم وبين رسول الله اتصالات سرية أدت إلى اتفاق الفريقين على أن يجتمعوا في الشعب الذي عند العقبة حيث الجمرة الأولى من منى وتمت البيعة بين رسول الله ووفد المسلمين، وجاء في بنودها، التي رواها الإمام أحمد عن جابر: قلنا: يارسول الله علام نبايعك؟ قال:
1 - على السمع والطاعة في النشاط والكسل.
2 - وعلى النفقة في العسر واليسر.
3 - وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
4 - وعلى أن تقوموا في الله، لا تأخذكم في الله لومة لائم.
5 - وعلى أن تنصروني إذا قدمت إليكم وتمنعوني ما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم، ولكم الجنة ... وبعد أن تمت البيعة طلب رسول الله انتخاب اثني عشر زعيماً يكونون نقباء على قومهم يكفلون المسؤولية عنهم في تنفيذ البيعة .. فتم انتخابهم في الحال، وكانوا تسعة من الخزرج، وثلاثة من الأوس.
المرحلة الرابعة: قال ابن سعد، عن عائشة رضي الله عنها [225/ 1]: لما صدر السبعون من عند رسول الله ـ بعد بيعة العقبة الثانية ـ طابت نفسه وقد جعل الله له منعة وقوماً أهل حرب وعدة ونجدة، وجعل البلاء يشتد على المسلمين في مكة، فشكا ذلك أصحاب رسول الله، واستأذنوه في الهجرة، فقال: قد أُريت دار هجرتكم، أُريت سبخة ذات نخل بين لابتين ـ وهما…

الصفحة 101