كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)

103…
2 - الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة
(أ) في قُباء:
وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم قباء، يوم الاثنين من شهر ربيع الأول واختلفوا في أي يوم كان من ربيع الأول، وجاء فيه أقوال تشمل أول الشهر إلى منتصفه .. ونزل في حي يقال لهم بنو عمرو بن عوف.
قالوا: لما قدم رسول الله المدينة نزل في علو المدينة، تفاؤلاً أن يكون للإسلام العلو.
على أعدائه .. واختلفوا ايضاً في المدة التي أمضاها في قباء مابين خمسة أيام إلى اربعة عشر يوماً .. وفي الأيام التي امضاها في قباء بني مسجد قباء الذي اسس على التقوى من أول يوم كما روى البخاري [ك 63، حديث 3906] و اتفق المسلمون أيام عمر بن الخطاب، أن يكون مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بداية التاريخ الإسلامي، لما روى البخاري عن سهل بن سعد قال: ((ما عدوا من مبعث النبي صلى الله عليه وسلم ولا من وفاته، ما عدوا إلا من مقدمه المدينة)).
قال ابن حجر: ولم يرد شهر قدومه لأن التاريخ إنما وقع من أول السنة، وقد أبدى بعضهم للبداءة بالهجرة مناسبة فقال: كانت القضايا التي اتفقت له ويمكن أن يؤرخ بها اربعة: مولده، ومبعثه وهجرته، ووفاته فرجع عندهم جعلها من الهجرة، لأن المولد والمبعث لايخلو واحد منهما من النزاع في تعيين السنة، وأما وقت الوفاة، فأعرضوا عنه، لما توقع بذكره من الأسف عليه،…

الصفحة 103