كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)
104…
فانحصر في الهجرة، وانما أخرجوه من ربيع الأول إلى المحرم لأن ابتداء العزم على الهجرة كان في المحرم، إذ البيعة وقعت في اثناء ذي الحجة، وهي مقدمة الهجرة، فكان أول هلال استهل بعد البيعة والعزم على الهجرة هلال المحرم، فناسب أن يجعل مبتدأ، وهذا أقوى ما وقفت عليه من مناسبة الابتداء بالمحرم. [الفتح 268/ 7].
(ب) في الطريق إلى قلب المدينة:
أقام رسول الله في قباء اياماً، الله أعلم بعددها، ثم أرسل إلى ملأ بني النجار ـ أخواله (1) ـ فجاءوا متقلدي سيوفهم، فسار نحو المدينة، فأدركته الجمعة في بني سالم بن عوف على بعد نحو أربعة أكيال من مسجد قباء، فصلى بهم في بطن وادي رانوناء في المكان المسمى اليوم ((مسجد الجمعة)).
ثم انطلق نحو الشمال حيث مكان المسجد النبوي اليوم، ونزل عند أبي ايوب الأنصاري.
(جـ) فرحة المسلمين بالقدوم:
روى البخاري عن البراء بن عازب قال: ((أول من قدم علينا مصعب بن عمير، وابن ام مكتوم، وكانوا يقرئون الناس، فقدم بلال وسعد عمار بن ياسر، ثم قدم عمر بن الخطاب في عشرين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثم قدم النبي صلى الله عليه وسلم فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جعل الإماء يقلن: قدم رسول الله .. )) [حديث 3925].
ونقل ابن حجر في الفتح رواية اخرى لما قاله الناس ابتهاجاً بالقدوم: قال: ((فخرج الناس حيث قدم رسول الله المدينة، في الطرق وعلى البيوت، والغلمان والخدم، وهم يقولون جاء محمد رسول الله، الله اكبر، جاء محمد رسول الله)).
وأخرج الحاكم عن أنس قوله: فخرجت جوار من بني النجار يضربن بالدف وهن يقلن:…
__________
(1) أخوال جد رسول الله، لأن والدة عبد المطلب منهم.