كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)

105…
نحن جوار من بني ا لنجار يا حبذا محمد من جار
.. اما انشودة ((طلع البدر علينا)) التي يروون ان الولائد كن يقلنها، عند مقدم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فليس لها سند متصل صحيح ... ولم يروها أهل الحديث، ورواة السيرة الأقدمون، كابن اسحق، وابن سعد، وإنما رويت في كتب المتأخرين، وإذا صحت، فإنها تكون قيلت يوم مقدم رسول الله من تبوك، لأن ثنية الوداع المعروفة عند أهل المدينة، تقع في طريق تبوك [انظر: المعالم الأثيرة في السنة والسيرة ـ مادة: ثنية)).
(د) بناء المسجد النبوي في المدينة:
من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يقيم في منزل إلا هيأ للمسلمين مسجداً وهكذا كان يوم وصول رسول الله إلى موطنه في المدينة .. حيث مكث أياماً قليلة لا نعلم عددها، وهو يصلي حيث أدركته الصلاة، ويصلى في مرابض الغنم قبل أن يبني المسجد [بخاري ك 49/ 8].
ثم ثامن الغلامين يتيمين في أرض لهما، ودفع لهما الثمن .. قالوا: وكانت بالمربد ـ مكان المسجد ـ قبور المشركين، وكانت فيه خرب وكان فيه نخل فأمر رسول الله بقبور المشركين فنبشت، وبالخرب فسويت، وبالنخل فقطع، فصفوا النخل قبلة المسجد، وجعلوا عضادتيه حجارة، فجعلوا ينقلون ذلك الصخر وهم يرتجزون، ورسول الله معهم، يقولون رجزاً.
وفي رواية: ((وطفق رسول الله ينقل اللبن في بنيانه)).
وفي رواية ((أبي سعيد: كنا نحمل لبنة لبنة، وعمار لبنتين لبنتين)).
وفي رواية: ((كان سقف المسجد من جريد النخل)).
وفي رواية: ((كان المسجد مبنياً على عهد رسول الله باللبن وسقفه الجريد وعمده خشب النخل، فلم يزد فيه أبو بكر شيئاً وزاد فيه عمر وبناه على بنيانه في عهد رسول الله باللبن والجريد، وأعاد عمده خشباً ... )) [البخاري ك 8،…

الصفحة 105