كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)
111…بنت حمزة، بنت أخي .. وأخرج الحاكم وابن عبد البر حسن عن ابن عباس: ((آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين الزبير وابن مسعود وهما من المهاجرين. وأما المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار فهي ثابتة في صحيح الأخبار، كما في صحيح البخاري [ك 63، باب 3، وباب 50]. واختلفوا في ابتدائها، والثابت أنها في بداية الهجرة، وقبل غزوة بدر، قيل: اثناء بناء المسجد وقيل: قبل بناء المسجد، وقيل: بعد الهجرة بخمسة أشهر.
وكان من أهداف هذه المؤاخاة، التعاون بين المتآخيين في سبل الرزق حيث هاجر أكثر من هاجر، وليس عنده مال، فاقتضى الحال أن يوزع المهاجرون الأضياف على بيوت المدينة. وقد ورد في الحديث صور من بذل الأنصار للمهاجرين كما جاء في قصة عبد الرحمن بن عوف التي رواها البخاري عن أنس قال: ((قدم عبد الرحمن بن عوف، فاخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري، فعرض عليه أن يناصفه أهله وماله ... وعن أبي هريرة قال: قالت الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم: أقسم بيننا وبين إخواننا النخيل، قال: لا، فقالوا: تكفوننا المؤنة ونشرككم في الثمرة، قالوا: سمعنا وأطعنا)).
* * *…