كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)
112…
4 - هل كتب الرسول صلى الله عليه وسلم وثيقة تنطم العلاقات بين المهاجرين والأنصار من جهة، وبين المسلمين واليهود من جهة أخرى؟
(أ) إن الذي ثبت في نصوص الحديث والسيرة، أن الرسول عليه الصلاة والسلام، بايع الأنصار، أو بايع الأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما عرف ببيعة العقبة الأولى، وبيعة العقبة الآخرة (الثانية) ويظهر أن البيعتين كانتا شفويتين .. وبعد وصول الرسول عليه الصلاة والسلام إلى المدينة آخى بين المهاجرين والأنصار، مؤاخاة شفوية أيضاً، وقد وفى الأنصار بما عاهدوا عليه، وقدموا ما يقدرون عليه من النفقة والنصرة ولم يتخلفوا في أول غزوة عن منازلة المشركين.
وقد روى الإمام أحمد في المسند (271/ 1، 204/ 2) عن حجاج بن أرطاة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب كتابا بين المهاجرين والأنصار ((أن يعقلوا معاقلهم وأن يفدوا عانيهم والإصلاح بين المسلمين)). وفي إسناد الخير مقال: فالحجاج بن أرطاة: وصفه أكثر العلماء بالتدليس.
قال ابن أبي خيثمة عن ابن معين: الحجاج صدوق ليس بالقوي يدلس عن عمرو بن شعيب وقال أبو حاتم: صدوق يدلس عن الضعفاء. إذا قال: حدثنا فهو صالح إذا بين السماع. لا يحتج بحديثه. وقال ابن المبارك: كان الحجاج يدلس فكان يحدثنا بالحديث عن عمرو بن شعيب مما يحدثه العرزمي،…