كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)

114…والديات وغير ذلك، رواها عنه أبو داود والنسائي وابن حبان (عن الإصابة ـ ترجمة عمرو بن حزم) والعقول التي جاءت في حديث جابر، جمع ((عقل)) وهي الدية.
(ب) أما اليهود، فإن أكثر الروايات تقول: إن الرسول صلى الله عليه وسلم قد وادعهم على أن لا يحاربوه، ولا يمالئوا عليه عدوه. [الفتح 330/ 7].
وقال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: (هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب) [الحشر:2]: ((يعني: بني النضير، كان رسول الله لما قدم المدينة هادنهم واعطاهم عهداً وذمة على ان لا يقاتلهم ولا يقاتلوه، فنقضوا العهد الذي كان بينه وبينهم .. )).
(ج) ولكن ابن هشام، روى عن ابن اسحق قال: ((وكتب رسول الله كتاباً بين المهاجرين والأنصار، وادع فيه يهود وعاهدهم، واقرهم على ديتهم واموالهم وشرط لهم، واشترط عليهم ... )).
وذكر نص كتاب جاء في ثلاث صفحات [السيرة 501 ـ 504].
وهو ينقسم إلى قسمين: الأول: في تنظيم العلاقات بين المهاجرين والأنصار، مع اشتمال اليهود بفقرة منه.
وقسم ينظم علاقات اليهود بالمسلمين.
وقد استنبط منه القاسم بن سلام في ((كتاب الأموال)) أحكاماً فقهية، جاء في الحديث الصحيح المسند ما يخالفها، واتخذها ـ أي الوثيقة ـ بعض المؤرخين في العصر الحديث، أنموذجاً للوثائق السياسية في صدر الإسلام، مثل الدكتور صالح أحمد العلي في مقالته ((تنظيمات الرسول الإدارية في المدينة)). والدكتور عبد العزيز الدوري في كتابه ((النظم الإسلامية)).
والاستاذ محمد حميد الله في كتابه ((مجموعة الوثائق السياسية)). واتخذها بعضهم أنموذجاً، لدراسة النصوص التاريخية بناءً على قواعد المحدثين، وجعلها من ركائز ((المجتمع المدني في عهد النبوة)). كما فعل الدكتور أكرم العمري، في رسالته الموسومة بالعنوان السابق. ولي على هذه الوثيقة التعليقات التالية:…

الصفحة 114