كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)
115…
1 - لا يصح للكتاب سند متصل؛ لأن ابن إسحق رواها بلا اسناد. ونقلها عنه ابن سيد الناس في ((عيون الأثر)) ولم ينقل القسم الخاص باليهود. ونقلها ابن كثير في البداية والنهاية عن ابن اسحق، بلا اسناد. ونقلها البيهقي في السنن الكبرى، ولم يذكر منها ما يتعلق باليهود. وذكر ابن سيد الناس أن ابن أبي خيثمة أورد الكتاب بهذا الاسناد.
((حدثنا أحمد بن جناب، حدثنا عيسى بن يونس، حدثنا كثير بن عبد الله بن عمرو المزني، عن أبيه عن جده .. أن رسول الله كتب كتاباً بين المهاجرين والأنصار، فذكر بنحوه)) [عيون الأثر 197/ 4 ـ 198].
وفي سند ابن أبي خيثمة بن عبد الله المزني، وتترواح كلمات الجرح فيه بين ((منكر الحديث)) و ((أحد الكذابين)) و ((أحد أركان الكذب)) ومع تساهل ابن حبان في قبول الرجال، فإنه قال فيه: ((روى عن أبيه عن جده نسخة موضوعة لا يحل ذكرها في الكتب، ولا الرواية عنه، إلا عن جهة التعجب)). وقال الحاكم: ((حدث عن أبيه عن جده نسخة فيها مناكير)).
وروى الوثيقة: أبو عبيد قاسم بن سلام في كتاب الأموال، بهذا السند: ((حدثني يحيى بن عبد الله بن بكير، وعبد الله بن صالح قالا: حدثنا الليث بن سعد قال: حدثني عقيل بن خالد، عن ابن شهاب .. )).
والقاسم بن سلام: ثقة في اللغة والأدب، والفقه، ولكنه لم يكن من أهل الحديث والرواية [انظر تهذيب التهذيب ـ ترجمة قاسم بن سلام] وسوف نرى فيما بعد ما جاء في الحديث الصحيح مخالفاً لما استنبطه ابن سلام من هذه الوثيقة.
…