كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)
116…وقد روى ابن سلام هذا الكتاب عن يحيى بن عبد الله بن بكير .. وقد وجهوا إليه الطعن فيما رواه عن الليث بن سعد، فقال ابن عدي: كان جار الليث وعنده عن الليث ماليس عند أحد.
وقال يحيى بن معين: وسألني عنه أهل مصر فقلت: ليس بشيء.
وقال النسائي: ضعيف، وقال في موضع آخر: ليس بثقة ونقل ابن حجر عن البخاري في تاريخه الصغير، قال: ما رواه ابن بكير عن أهل الحجاز في التاريخ فإني انفيه.
وروى ابن سلام الوثيق أيضاً عن عبد الله بن صالح بن محمد بن مسلم الجهني، أبو صالح المصري، كاتب الليث، وقد اختلفوا فيه، فقال أحمد: كان أول أمره متماسكاً ثم فسد باخرة، وليس هو بشيء .. وقال ابن المديني: ضربت على حديثه وما أروي عنه شيئاً، وقال النسائي: ليس بثقة.
وقال ابن حبان: ((منكر الحديث جداً يروي عن الاثبات ما ليس من حديث الثقات وكان صدوقاً في نفسه، وانما وقعت المناكير في حديثه من قبل جار له، كان يضع الحديث على شيخ عبد الله بن صالح ويكتب بخط يشبه خط عبد الله ويرميه في داره بين كتبه، فيتوهم عبد الله أنه خطه فيتحدث به .. )) [تهذيب التهذيب 260/ 5].
ومع أن السند يقف عند الزهري، وهو من صغار التابعين ولا يعتدون بمراسيله، ولكن لو صح السند إلى الزهري، لأخذنا به، لأن الزهري عندنا ثقة حافظ، وإذا قبلنا سنده الموصول، فإننا نقبل ارساله، ولم يكن يترك الصحابي من السند لتدليس، ومثله لا يوصف بذلك. انظر كتابنا ((الإمام الزهري)). فالسند عند ابن سلام ليس قوياً، وجاءت النصوص تخالف المتن كما سيأتي.
2 - لم يرد هذا الكتاب في كتب الصحاح، أو السنن، أو المسانيد، ولم يذكره ابن سعد، وأشار اليه البلاذري اشارة، دون اسناد، فقال: ((قالوا وكان رسول الله عند قدومه المدينة واع يهودها وكتب بينه وبينهم كتاباً .. )) [اسناد الأشراف 186/ 1].
…