كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)
132…فبينما نحن كذلك سمعنا خشخشة سلاح، فقال: من هذا؟ قال: سعد بن أبي وقاص، فقال رسول الله: ماجاء بك، فقال: وقع في نفسي خوف على رسول الله، فجئت أحرسه)) ولم تكن هذه الحراسة مختصة ببعض الليالي، بل كان ذلك أمراً مستمراً، لما روت عائشة قالت: كان رسول الله يحرس ليلاً حتى نزل (والله يعصمك من الناس).
فأخرج رسول الله رأسه من القبة، فقال: يا أيها الناس انصرفوا عني، فقد عصمني الله عز وجل. [جامع الترمذي ـ أبواب التفسير 130/ 2].
ثم ظهرت نية المشركين لمنع المؤمنين من قصد البيت الحرام، وصد المسلمين عنه لما روى البخاري عن سعد بن معاذ أنه كان صديقاً لامية بن خلف، وكان امية إذا مر بالمدينة نزل على سعد، وكان سعد إذا مر بمكة نزل على امية فلما قدم رسول الله المدينة، انطلق سعد معتمراً، فنزل على امية بمكة، فقال لأمية: انظر لي ساعة خلوة لعلي أن اطوف بالبيت، فخرج به قريباً من نصف النهار فلقيهما أبو جهل، فقال: ياأبا صفوان، من هذا معك؟ فقال: هذا سعد فقال له أبو جهل: ألا أراك تطوف بمكة آمناً، وقد آويتم الصباة وزعمتم أنكم تنصرونهم وتعينونهم، أما والله، لولا أنك مع أبي صفوان ما رجعت إلى أهلك سالماً، فقال له سعد: أما والله لئن منعتني هذا لامنعنك ما هو أشد عليك منه: طريقك على المدينة ... [ك 64، باب 2].
وفي رواية قال سعد: لأمنعنك متجرك إلى الشام.
وهو المراد بقطع طريقه إلى المدينة.
* * *…