كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)

133…
- 4 - أسباب بدء القتال، وأهدافه
لقد روى رواة السيرة خبر سرايا سيرها النبي صلى الله عليه وسلم، وغزوات قادها قبل غزوة بدر، وتفيد هذه الروايات أن ذلك كان مبادرات مباشرة من النبي صلى الله عليه وسلم ضد قوافل قريش التجارية .. مع أن الآيات التي نزلت في بداية العهد المدني، تفيد أن المشركين كانوا يقاتلون المسلمين، وان من المسلمين من استشهد في هذا القتال، حيث يمكن القول أنه كانت مبادرات عدوانية من المشركين، قوبلت بهذه السرايا، والغزوات [انظر سورة الحج 39 والبقرة 190، 217].
وربما يقال: إن مشركي قريش في مواقفهم المؤذية للنبي والمسلمين في مكة، وتعذيبهم بعض الأرقاء والضعفاء وإزهاق أرواح بعضهم، وتآمرهم على قتل النبي صلى الله عليه وسلم الذي أُشير إليه في آية سورة الأنفال رقم 30 وإلجائهم النبي إلى الخروج والهجرة من وطنهم، يمكن أن يكون من المبادرات التي كانت مبادرات المسلمين رداً عليها .... وعلى كل حال، فإن إيذا المسلمين في مكة، والاستيلاء على أموالهم، ومنعهم من إعلان إسلامهم، والتربص بالمسلمين الدوائر، كل هذه أسباب مقبولة لبدء قتال، يدافع فيه المسلمون عن أنفسهم، ويضمنون للعقيدة الإسلامية الانتشار، بعد أن يصبح الناس أحراراً في القبول أو الرفض والاستماع إلى الدعاة.

الصفحة 133