كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)

145…
تقصد إلى طريق القوافل التجارية القرشية، ولكنها لم يكن منهاسلب لأموال، ولعلها كانت للتخويف وإظهار القوة، .. ولكن بعد أن أغار كرز بن جابر على أموال أهل المدينة، تقرر الاقتصاص من المشركين، فكانت غزوة ذي العشيرة في جمادى الأولى وجمادى الآخرة من السنة الثانية .. وكان هدفها اعتراض عير لقريش ذاهبة إلى الشام، ولكن العير فاتت الجيش الإسلامي، ثم تبعها سرية (نخلة) في نواحي الطائف، والتقى جنودها قافلة لقريش عائدة من الطائف، واستطاع المسلمون الاستيلاء على القافلة والعودة بها إلى المدينة .. فبداية السلب بدأت من المشركين مع ما كانوا قد أتوه قبل ذلك من الاستيلاء على أموال المهاجرين من مكة.
ثم كانت غزوة بدر في رمضان في السنة الثانية، وقدصرح رسول الله في هذه الغزوة أن الهدف هو الاستيلاء على أموال قريش العائدة من الشام، فقال عليه السلام: ((هذه عير قريش فيها أموالهم، فاخرجوا إليها، لعل الله ينفلكموها)).
5 - غزوة بدر الكبرى:
وهي تبعد عن المدينة بحوالى مئة وخمسين كيلا، ومما هو لصيق بالمدينة من سير أحداثها: (أ) الطريق من المدينة الى بدر: بدأ من نقب المدينة، والمفهوم من سياق الروايات أن نقب المدينة كان في نهاية شارع العنبرية، بالقرب من محطة سكة حديد الحجاز , ويقال له: نقب بني دينار _ من بني النجار من الأنصار _.
ثم مر الطريق على وادي العقيق، من جزئه الذي يبدأ من جسر عروة حتى آبار علي ذي الحليفة، ثم مر بذي الحليفة، ميقات أهل المدينة .. [انظر مراحل الطريق بعد ذي الحليفة في كتابنا ((المعالم الأثيرة))].
(ب) أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعد النصر، بشيرين إلى أهل المدينة ليعجل…

الصفحة 145