كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)
146…
لهم البشرى، فأرسل عبد بن رواحة بشيرا إلى أهل العالية (العوالي) وأرسل زيد بن حارثة إلى أهل السافلة .. و ((العالية)) الأماكن المرتفعة من المدينة في الشرق والجنوب الشرقي .. ويقابلها الأماكن المنخفضة حيث تتجه سيول المدينة [انظر خارطة المدينة الأثرية].
(جـ) ذكر السهيلي في ((الروض الأنف)) قال: كان من الأسارى يوم بدر من يكتب ولم يكن من الأنصار يومئذ أحد يحسن الكتابة، فكان منهم من لا مال له فيقبل منه أن يعلم عشرة من الغلمان الكتابة، وخلى سبيله، فيومئذ تعلم الكتابة زيد بن ثابت في جماعة من غلمان الأنصار ...
(د) كان أول عيد فطر عيده المسلمون في المدينة، هو عيد رمضان الذي حصلت فيه غزوة بدر، لأن فرض رمضان كان في السنة الثانية من الهجرة .. وقد قدم الله نصر بدر للمسلمين ليأتي العيد وهم سعداء بالنصر، وسعداء بعيد الفطر.
(هـ) كان عدد المسلمين في بدر 317 رجلا موزعين كالتالي:86 من المهاجرين + 61 من الأوس + 170 من الخزرج = 317 مسلما.
ولا يمثل هذا العدد القادرين على القتال من المسلمين، لأن ابن سعد يقول: ((وندب رسول الله المسلمين للخروج معه، فأسرع من أسرع إلى ذلك، وأبطأ عنه بشركثير وكان من تخلف، لم يلم، لأنهم لم يخرجوا على قتال، إنما خرجوا للعير)).
(و) ومما له علاقة لصيقة بالحياة في المدينة: ما روي أن رسول الله قدم عينين له للمشركين يأتيانه بخبر عدوه، وهما بسبس بن عمرو، وعدي بن أبي الزغباء وهما من جهينة، حليفان للأنصار، فأتيا إلى ماء بدر فعلما الخبر ورجعا إلى رسول الله .. وكان أبو سفيان أرسل عينا يتجسس له، فسأله أبو سفيان: هل أحسست أحدا من عيون محمد؟ فقال: والله ما رأيت أحدا أنكره، إلا راكبين أتيا إلى هذا المكان وأشار إلى مناخ عدي، وبسبس , فجاء…