كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)
147…
أبو سفيان فأخذ أبعارا من بعيريهما، ففته، فإذا فيه نوى، فقال: علائف يثرب، هذه عيون محمد .. وعندما أقبلت قريش لحماية تجارتها، قال أبو جهل: والله لا نبرح حتى نرد بدرا، وكانت بدر موسما من مواسم الجاهلية يجتمع بها العرب، بها سوق .. ويؤخذ من سياق الأخبار، الفوائد التالية:
1ـ كان في المدينة عرب غير الأوس والخزرج، لأن عيني رسول الله كانا من جهينة، وإنما قالوا: إن الأنصار من الأوس والخزرج من باب التغليب، لأن الكثرة الكاثرة كانت منهما.
2ـ قوله: فإذا فيه نوى: يريد نوى التمر، وعلف الإبل نوى التمر دليل على كثرة النخيل في ديارهم.
3ـ كان سبب اختيار ((بدر)) مكانا للمعركة، كونها سوقا جاهلية، وفيها آبار، وهذا يدل على أن عمران موقع بدر، لم يكن بسبب وقوع المعركة فيها.
6 - غزوة بني قينقاع:
كانت طوائف اليهود في المدينة ثلاث طوائف: قريظة، والنضير , وقينقاع.
وكان رسول الله قد واعدهم على أن لايحاربوه، ولا يمالئوا، عليه عدوه.
فكان أول من نقض العهد من اليهود بني قينقاع، فحاربهم رسول الله في شوال بعد وقعة بدر، ثم أخرجهم إلى أذرعات _ درعا، أو أذرع في حوران السورية _ وكانت منازلهم في عوالي المدينة، في الجهة الجنوبية الشرقية، وكانت لهم سوق مشهورة باسمهم.
وقيل أن السبب في غزوهم أن يهوديا أساء إلى امرأة مسلمة في السوق .. وقيل: إنهم أظهروا تحديا للرسول عليه الصلاة والسلام بعد غزوة بدر، فأنزل الله تعالى: (وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء) فقال رسول الله: أنا أخاف بني قينقاع. فسار إليهم بهذه الآية. [ابن سعد 2/ 29].
7 - غزوة السويق:
وكانت في ذي الحجة في السنة الثانية:…