كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)

148…
والسويق: هو أن تحمص الحنطة أو الشعير أو نحو ذلك ثم تطحن، ثم يسافر بها، وقد تمزج باللبن والعسل والسمن، وتلت، فإن لم يكن شيء من ذلك مزجت بالماء.
وأضيفت الغزوة إلى السويق: لأن كفار قريش أغاروا على المدينة، وعندما أحسوا بالطلب، وأن خيل المسلمين في أثرهم، خففوا من أحمالهم للسرعة، فكان أكثر ما تركوه السويق.
وقدم المشركون بقيادة أبي سفيان من الطريق الشرقية النجدية، وهذه الطريق تأخذ من مكة على درب زبيدة، المعروف بالمنقى حتى تفترق عنه من المهد على مسافة (260 كيلا) من المدينة، في الجنوب الشرقي، وكان يسمى معدن بن سليم، .. ثم يأتي على الصويدرة في طريق الرياض المؤدي إلى المدينة على بعد نحو ستين كيلا. [انظر خارطة الطرق الرئيسية في الحجاز].
وتطبيق الأحداث على الواقع الجغرافي يدل على أن المشركين جاءوا من ناحية الشرق.
(أ) حيث تقول الروايات إن أبا سفيان خرج في مئتي راكب من قريش، فسلك (الطريق) النجدية حتى نزل بصدر وادي قناة إلى جبل يقال له ((ثيب))، وجبل ((ثيب)) يقال له أيضا: ((تيم)) و ((تيأم)) وكلها تصحيفات للفظ واحد.
وهو جبل في بداية وادي قناة شرقي المدينة يشرف على سد العاقول من اشرق، على مسافة حوالي ستة عشر كيلا شرقي المدينة في طريق القصيم.
ويذكر الجبل في حدود حرم المدينة من جهة الشرق _ حرم الشجر _[انظر خارطة حدود الحرم النبوي].
(ب) ثم خرج أبو سفيان من الليل حتى أتى بني النضير من اليهود تحت الليل، وعرف شيئا من أخبار الناس.
وبنو النضير كانت منازلهم في جنوب المدينة إلى ناحية الشرق. [انظر الخارطة الأثرية].

الصفحة 148