كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)

149…
(جـ) ثم خرج في عقب ليلته حتى أتى أصحابه، فبعث رجالا من قريش إلى المدينة فأتوا ناحية منها يقال لها: ((العريض)) قحرقوا في أصوار من نخل بها، ووجدوا بها رجلا من الأنصار وحليفا له في حرث لهما فقتلوهما ثم انصرفواراجعين.
والعريض: تصغير ((عرض)) لا زال معروفا بهذا الأسم .. ومنطقة العريض كانت، وما تزال بها آبار ومزارع في منخفضات الحرة الشرقية، وهي تلي جبل أحد من الناحية الجنوبية الشرقية، يفصل بينهما وادي قناة ... وهو قطاع طويل لعل المغيرين جاءوا إلى طرفه الشرقي الأبعد عن المدينة.
(د) قال ابن هشام: ونذر بهم الناس، فخرج رسول الله في طلبهم حتى بلغ قرقرة الكدر ثم انصرف راجعا، وقد فاته أبو سفيان وأصحابه.
وقرقرة الكدر: تقع بين الصويدرة، والحناكية في طريق القصيم باتجاه المهد، معدن بني سليم ... هذا , ومجئ المغيرين من الطريق الشرقي، يظهر منه أن المشركين كانوا يريدون التخريب والانتقام من المسلمين بعد هزيمتهم في بدر، ويدل أيضا على أنهم كانوا يخشون من المجيء من الطريق الذي يمر ببدر، لأنه طريق محروس بالعيون التي يبثها رسول الله بين المدينة ومكة، فأرادوا أن يفاجئوا المسلمين من جهة لا يتوقع مجيء القرشيين منها.
والله أعلم.
8 - مقتل كعب بن الأشرف:
كان كعب عربيا من بني نبهان، وهم بطن من طيء، وكان أبوه أصاب دما في الجاهلية فأتى المدينة، فحالف بني النضير من يهود، وتزوج امرأة يهودية، فولدت له كعبا وكان متهودا خبيثا .. كان شاعرا يهجو النبي صلى الله عليه وسلم ويحرض عليه كفار قريش .. فلما أمعن كعب في أذاه، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ أن يبعث رهطا ليقتلوه (أبو داود).
وفي البخاري: ((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لكعب بن الأشرف، فإنه قد آذى الله ورسوله، فقام محمد بن مسلمة، فقال: يارسول الله، أتحب أن أقتله، قال: نعم)) [ك 64،15] وفي القصة من الفوائد:…

الصفحة 149