كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)

151…
شرق مدينة رابغ على مسافة 90 كيلاً، وقد سبقت هاتان الغزوتان، غزوة احد.
10 - غزوة أحد:
كانت في شوال من السنة الثالثة. واختلفوا في اليوم ما بين السابع إلى الخامس عشر من شوال، والمشهور أنها في يوم السبت.
ومن أسبابها: الانتقام لقتلى بدر، والخوف من استفحال قوة المسلمين، وانتشار رقعة نفوذهم حيث أصبح طريق التجارة ـ مصدر رزق أهل مكة ـ مهدداً .. فالطريق الساحلي الذي يمر في نواحي ينبع أصبح غير مأمون، لتسرب الإسلام إليه، ووجود أحلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه .. وعندما حول القرشيون طريق تجارتهم إلى الطريق النجدية، مع بعده، وطوله، لم يسلم أيضاً، لأن رسول الله كان يرسل إليه البعوث والسرايا .. واخر نجاح للمسلمين على الطريق الشرقي كان في جمادى الآخرة سنة ثلاث من الهجرة، حيث أرسل رسول الله زيد بن حارثه في سرية، والتقى قافلة المشركين على ماء بنجد يقال له ((قردة)) واستولى عليها .. وكانت محملة بالفضة والاواني ذاهبة إلى الشام فكان الاستيلاء عليها مأساة شديدة ونكبة كبيرة أصابت قريشاً بعد بدر، اشتد لها قلق قريش وزادتها هماً وحزناً؛ ولذلك قرر القرشيون الدعوة إالى النفير العام، للقضاء على قوة المسلمين، فكانت غزوة أحد.
وهذه بعض الفوائد المكانية المستفادة من النصوص:
(أ) صلى رسول الله صلاة الجمعة في مسجده بالمدينة، ثم اتجه شمالاً نحو احد حتى إذا كان بمكان يسمى ((الشيخان)) توقف، واستعرض الجيش ورد من استصغره وصلى العصر والمغرب والعشاء بهذا المكان والشيخان: اطمأن، أو علمان مختلفان على مكانين، ثنياً على هذا اللفظ للتغليب، وقد يكونان ((الشرجان)) تثنية الشرج (مسيل في الحرة) ثم صحف، بدليل تسمية المكان ((أجمة الشيخين)) .. وقد يكونان غير ذلك، فليس هناك اتفاق على سبب الاسم.

الصفحة 151