كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)
153…
(ب) عندما صلى رسول الله صلاة الفجر، بالقرب من ((الشيخان)) أو ((الشوط)) كان في مكان بحيث يراهم ويرونه، وكان معسكر المشركين يحول بينه وبين جبل احد في مناطق كثيرة، ذلك أن المشركين كانوا يسيطرون على الجانب الغربي لسهل جبل احد .. قال ابن هشام: وقد سرحت قريش الظهر والكراع في زروع كانت بالصمغة من قناة للمسلمين، وبعضهم قال: ((العرصة)) وهي غير عرصة العقيق، وإنما يريدون الارض الواسعة التي يدفع فيها وادي قناة، بعد تجاوزه مشهد حمزة، وتعد من منطقة العيون، أو امتداداً للعيون.
والذي يظهر من سياق الاحادث، أن رسول الله كان يريد أن يختار مكاناً لجيش المسلمين مجاوراً لجبل احد، فحال وجود المشركين أمامه دون ذلك، فقال عليه الصلاة والسلام: ((من رجل يخرج بنا على القوم من كثب (من قريب) من طريق لايمر بنا عليهم، فقال أبو خيثمة: أنا يارسول الله)).
ثم اختار طريقاً قصيراً إلى جبل احد يمر بحرة بني حارثة وبمزارعهم تاركاً جيش المشركين إلى الغرب.
وبنو حارثة من أطراف الحرة الشرقية من جهة احد.
ونفد رسول الله حتى نزل الشعب من جبل احد في عروة الوادي، فعسكر بجيشه مستقبلاً المدينة، وجاعلاً ظهره إلى هضاب جبل احد، وصار جيش المشركين فاصلاً بين المسلمين وبين المدينة.
(جـ) عندما اصطف المسلمون للقتال، كان جبل احد خلفهم، ووجههم نحو المدينة وعلى يسارهم جبل عينين، وكان عليه خمسون رامياً، وكان جبل عينين جنوب شرق معسكر المسلمين على بعد حوالي مئة وخمسين متراً من مقر الجيش الاسلامي .. والذي يظهر أن الرماة كانوا في سفح الجبل الجنوبي لأنها الثغرة التي كان يمكن أن يتسرب منها الاعداء إلى ماوراء الجيش الاسلامي، كما يظهر من مخطط المعركة المرافق.
(د) يظهر من سير المعركة، أن المسلمين حملوا على المشركين عند…