كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)
157…
12 - الخندق، أو الأحزاب:
ومن فوائدها المكانية والزمانية:
1 ـ تسمى الخندق: باسم الخندق الذي حفره المسلمون، وتسمى الأحزاب لأن قبائل كثيرة اتفقت في الهجوم على المدينة.
2 ـ ذكر البخاري عن موسى بن عقبة أنها كانت في شوال سنة أربع، واختار البخاري هذا القول لما رواه عن ابن عمر عن أن النبي صلى الله عليه وسلم عرضه يوم احد، وهو ابن اربع عشرة سنة فلم يجزه وعرضه يوم الخندق وهو ابن خمس عشرة سنة فأجازه.
قال ابن حجر: ولا حجة فيه، لاحتمال أن يكون ابن عمر في احد كان في أول ماطعن في الرابعة عشرة، وكان في الاحزاب قد استكمل الخمس عشرة .. وكانت احد في السنة الثالثة.
ودليل آخر على أن الغزوة في السنة الخامسة، هو أن ابا سفيان لما رجع من احد، قال للمسلمين: موعدكم العام المقبل ببدر، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم من السنة المقبلة إلى بدر، فتأخر مجيء أبي سفيان تلك السنة للجدب الذ كان حينئذ، وقال لقومه: إنما يصلح الغزو سنة الخصب فرجعوا بعد أن وصلوا إلى ((عسفان)).
ومن أسباب الاختلاف في التواريخ بين المؤرخين القدماء: هو أن جماعة من السلف كانوا يعدون التاريخ من المحرم الذي وقع بعد الهجرة ويلغون الاشهر التي قبل ذلك إلى ربيع الأول، وعلى ذلك جرى يعقوب بن سفيان في تاريخه، فذكر أن غزوة بدر الكبرى كانت في السنة الاولى وأن غزوة احد كانت في السنة الثانية وان الخندق كانت في الرابعة .. قال ابن حجر: وهذا عمل صحيح على ذلك البناء، لكنه بناء واه مخالف لما عليه الجمهور من جعل التاريخ من المحرم سنة الهجرة، يعني المحرم الذي جاء بعد ذي الحجة التي كان بها بيعة العقبة. وعلى ذلك تكون بدر في الثانية وأحد في الثالثة والخندق في الخامسة.
3 ـ كان من أسباب حشد الأحزاب، أن حيي بن أخطب اليهودي خرج…