كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)

159…
(ب) واتجه بين المنازل نحو الغرب بميل قليل إلى الجنوب، وبعد قليل ستنفذ إلى شارع العيون المسمى اليوم ((عثمان بن عفان)) وهو شارع مستقيم، يبدأ من غربي المسجد النبوي بجوار النفق ثم يتجه شمالاً، وفي بدايته من الجنوب بعد الانتهاء من النفق، عند ثنية الوداع، يكون مفترق الطرق، واحدة إلى اليمين وتتجه إلى سيد الشهداء، والاخرى إلى اليسار، وهي طريق سلطانة، أو ابي بكر الصديق، المتجهة نحو الجامعة الإسلامية، وبينهما طريق مستقيم يتجه معتدلاً نحو الشمال، هو شارع العيون، [انظر خارطة الخندق].
(جـ) وبعد حوالي الكيل من بداية مفترق الطرق، تتوقف، فتجد على يسارك وانت متجه نحو الشمال، جبلاً على سفحه مسجد، يسمى مسجد الراية وقد مر الخندق في الشمال من هذا الجبل، ربما يكون مروره قريباً من مكان يسمى ملعب التعليم في حي النصر، ثم يتجه الخندق غرباً قريباً من بني عبيد، ويمر مابين مسجد القبلتين ومساجد الفتح (المساجد السبعة).
5 ـ يظهر من سياق النصوص أن رسول الله ضرب خيمته فوق مسجد ذباب، جبل الراية أثناء حفر الخندق، وعندما بدأت المنازلة، والاصطفاف للحرب نقل القيادة بالقرب من مساجد الفتح، حيث جعل جبل سلع خلف المسلمين، ووجههم نحو بئر رومة أو زغابة حيث عسكر القرشيين وربما أمضى نهاره عند جبل الراية، وبات عند مساجد الفتح.
6 ـ ان القول بأن رسول الله عسكر بالمسلمين عند مساجد الفتح في سفح جبل سلع يفسر القول الشائع، ان موطن المساجد السبعة كان بالقرب من الخندق أو اطلاق الخندق على هذا الجزء، من باب اطلاق الجزء على الكل .. ويفهم من ذلك سبب وجود المساجد السبعة، حيث توهم الناس منازل عدد من الصحابة بالقرب من مركز الجيش الاسلامي، فجعلوه فيما بعد مسجداً، فقالوا هذا مسجد أبي بكر، وهذا مسجد عمر .. الخ .. هذا هو الاصل فيها، وان لم يكن فيها سند ثابت، ولنما هي من انشاء الناس فيما بعد .. ولم يرد في…

الصفحة 159