كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)
161…استغرقت مدة الحفر ستة أيام إلى ثمانية أيام، لأن بداية الحفر كانت بعد أن جاء الخبر إلى رسول الله أن المشركين يستعدون للإغارة على المدينة، فوصل المشركون، وقد تم الحفر، وفوجئوا بوجود الخندق، لأن العرب لاتعرفه.
10 ـ كان النبي صلى الله عليه وسلم معسكراً إلى الشمال من جبل الراية أثناء حفر الخندق اما بعد إتمامه، واثناء حصار المشركين فإنه كان معسكراً بجيشه في السفح الغربي لجبل سلع في الشعب الذي فيه المساجد السبعة وجعل ظهره إلى الجبل، وجعل الخندق بينه وبين العدو الذي كان نازلاً عند بئر رومة (بئر عثمان) في عرصة العقيق الكبرى .. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسير الدوريات على طول الخندق من أقصاه الشرقي إلى منتهاه الغربي ليلاً ونهاراً، فلم يجد المشركون أي غفلة، ولم يستطيعوا عبور الخندق فصاروا يتبادلون الرماية بالنبل مع المسلمين من بعد.
11 ـ يروى أن عمرو بن ود العامري اقتحم الخندق من ناحية ضيقة، ودعا المسلمين إلى المبارزة، فبارزه علي بن أبي طالب فقتله .. قال العارفون بطبيعة الارض قبل أن تغطيها المباني: إن الاقتحام كان في ناحية ذباب الذي عليه مسجد الراية وان مكان المبارزة كان في شمال سلع في نواحي ملعب التعليم، على يمين السائر في شارع سلطانة في مقابل المساجد السبعة، لأن موقع جيش المسلمين كان هناك .. زكانت الصخرة التي عجز الصحابة عن كسرها، وكسرها النبي صلى الله عليه وسلم [البخاري ـ الحديث 4101] اسفل القرين التحتاني (جبل ذباب) من جهة الشمال، حيث الأرض كانت حجرية صلبة مما أجبر المسلمين على ترك الخندق هناك ضيقاً.
12 ـ كانت أحرج أيام المسلمين عندما نقضت قريظة العهد، وكان هؤلاء في وسط المسلمين، وليس بينهم وبين المسلمين حاجز، وكانت النساء والأطفال والشيوخ في آطام المدينة وليس عندهم أحد من المحاربين لحراستهم.
13 ـ كان النصر للمسلمين في نهاية الحصار، للأسباب التالية:…