كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)

162…
(أ) توفيق الله المسلمين لحفر الخندق.
(ب) طالت مدة الحصار على المشركين دون أن يصلوا إلى نصر ولم يكونوا مستعدين لذلك، حيث دام الحصار حوالي شهر.
(جـ) كان مما هيأ الله من الاسباب أن رجلاً من غطفان اسمه نعيم بن مسعود، أسلم وكتم اسلامه عن قومه وجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطلب من رسول الله أن يكلفه بأمر، فأشار عليه النبي صلى الله عليه وسلم بتخذيل القوم، فذهب إلى قريظة وحذرهم من قريش، ثم ذهب إلى قريش وحذرهم من قريظة فأفسد الله ما كان بينهما من ود واتفاق على حرب المسلمين.
(د) استجاب الله دعاء رسوله: ((اللهم منزل الكتاب سريع الحساب، اهزم الاحزاب اللهم اهزمهم وزلزلهم)) [البخاري ـ كتاب الجهاد، وكتاب المغازي].
وقد سمع الله دعاء رسوله، فبعد أن دبت الفرقة في صفوف المشركين وسرى بينهم التخاذل أرسل الله عليهم جنداً من الريح فجعلت تقوض خيامهم، ولا تدع لهم قدراً إلا كفأتها، ولا طنباً إلا قلعته.
14 ـ كانت معركة الخندق حاسمة في تاريخ الاسلام، لأن العرب لم تكن تستطيع أن تأتي بجمع أقوى مما اتت به يوم الاحزاب، ومع ذلك لم يستطيعوا القضاء على المسلمين، ولذلك ظهر عجز المشركين بعامة، وظهرت قوة المسلمين ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أجلى الله الاحزاب: ((الآن نغزوهم، ولا يغزونا، نحن نسير إليهم)) [البخاري 590/ 2].
15 ـ صادفت أيام غزوة الخندق، أيام شح في الزاد والطعام، والمال .. لما ورد في صحيح البخاري [ك 64 باب 19].
عن أنس: قال: يؤتون بملء كفي من الشعير، فيصنع لهم بإهالة (دهن) سنخة ـ متغيرة الريح ـ توضع بين يدي القوم، والقوم جياع، وهي بشعة في الحلق، ولها ريح منتن)).
وعن جابر قال: ((إنا يوم الخندق لنحفر، فعرضت كدية ـ صخرة ـ…

الصفحة 162