كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)

165…
1 ـ جاء في كتاب ((التيمم)) عند البخاري عن عائشة قالت: ((خرجنا مع رسول الله في بعض أ سفاره، حتى إذا كنا بالبيداء، أو بذات الجيش انقطع عقد لي، فأقام رسول الله على التماسه، وأقام الناس معه وليسوا على ماء ... فأنزل الله آية التيمم)) والبيداء: أرض فسيحة، تكون على يمينك ويسارك، بعد أن تصعد من ذي الجليفة ـ ميقات أهل المدينة ـ متجها نحو طريق بدر، طريق مكة المعبد السابق، قبل طريق الهجرة.
وذات الجيش: المرحلة التالية بعد البيداء على طريق بدر أو مكة، عندما يسمى اليوم ((المفرحات)) على مسافة حوالي خمسة وعشرين كيلا من المدينة النبوية .. وهذا ثابت ينقله الخلف عن السلف، ولا خلاف فيه. [انظر: مخطط طريق بدر].
2 ـ وجاء في حديث الإفك عن عائشة [البخاري، ك التفسير، باب 6]: (( ... فسرنا، حتى أذا فرغ رسول الله من غزوته تلك، وقفل، ودنونا من المدينة قافلين، آذن ليلة بالرحيل، فقمت حين آذنوا بالرحيل، فمشيت حتى جاوزت الجيش، فلما قضيت شأني، أقبلت إلى رحلي، فإذا عقد من جزع ظفار قد أنقطع، فالتمست عقدي، وحبسني أبتغاؤه)) .. 3 ـ نلاحظ أن قصة العقد كانت في حديث التيمم، حين الخروج من المدينة، وفي حدبث الإفك حين العودة إلى المدينة.
ولكنها عينت في حديث التيمم المكان، ولم تعينه في حديث الإفك بل أشارت إليه إشارة، بأنه قريب من المدينة، فيتفق الاثنان على القرب من المدينة.
4 ـ ولم تعين الروايتان اسم غزوة من الغزوات .. ولكن ابن هشام ذكر عن ابن اسحق، ان قصة الإفك كانت في غزوة بني المصطلق .. ولم يعين المكان وذكر ابن سعد في طبقاته (2/ 65) أن آية التيمم، وحديث الإفك كانا في غزوة بني المصطلق، ولم يعين المكان.

الصفحة 165