كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)
168…
وفي حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة: أنها استعارت من أسماء قلادة فهلكت، فبعث رسول الله رجلا فوجدها فأدركتهم الصلاة وليس معهم ماء فصلوا، فشكوا ذلك إلى رسول الله، فإنزل الله آية التيمم، فقال أسيد بن حضير لعائشة: ((جزاك الله خيرا، فوالله ما نزل بك أمر تكرهينه إلا جعل الله ذلك لك وللمسلمين فيه خيرا)) [البخاري ك 7/ 2].
وعند أبي داود، فقال أسيد بن الحضير: ((يرحمك الله، ما نزل بك أمر تكرهينه، إلا جعل الله للمسلمين ولك فيه فرجا)) [أبو داود 1/ 76].
وأعظم أمر نزل بعائشة تكرهه، وكادت الأمة تهلك بسببه، ثم جاء الفرج بعد ذلك، هي قصة الإفك، وفيها أعظم بركة هي نزول القرآن يتلى إلى يوم القيامة فهذه الروايات تصرح بأن شيئا مكروها لعائشة سبق نزول آية التيمم وإن أعظم مكروه مر بها هو قصة الإفك. [مرويات غزوة بني المصطلق ص 343].
وقال ابن حجر في شرح حديث التيمم [1/ 434] وفي رواية هشام ابن عروة: ((فوالله ما نزل بك من أمر تكرهينه إلا جعل الله للمسلمين فيه خيرا)) وفي ((النكاح)) من هذا الوجه: ((إلا جعل الله لك منه مخرجا، وجعل للمسلمين فيه بركة)).
قال: وهذا يشعر بأن هذه القصة كانت بعد قصة الإفك فيقوي قول من ذهب إلى تعدد ضياع العقد، وممن جزم بذلك محمد بن حبيب الأخباري فقال: سقط عقد عائشة في غزوة ذات الرقاع، وفي غزوة بني المصطلق.
(جـ) وعندما أستقر عند أهل الحديث ان عقد عائشة سقط مرتين، وأن المرة الأولى كانت في غزوة بني المصطلق، وكان بسببه حديث الإفك فقط بقي أن ببحثوا عن زمن المرة الثانية، التي كان بسببها نزول آية التيمم، وأكثر الأقوال على إن المرة الثانية كانت في غزوة ذات الرقاع، وحددوا زمنها بعد غزوة خيبر، لأن البخاري قال: وهي بعد خيبر، لأن أبا موسى جاء بعد خيبر، حيث حضر أبو موسى الأشعري غزوة ذات الرقاع، وقد قدم مع مهاجري الحبشة سنة فتح…