كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)
171…
لغزوة خيبر، والغزوات التي كانت في الشمال كثيرة، ولا يمنع أن تكون بعد خيبر، ولكنها ليست ((ذات الرقاع)).
4 ـ قلت: ليس هناك رواية قوية بكون آية التيمم في غزوة ذات الرقاع أو في غزوة المريسيع .. إذا أقررنا بأن العقد ضاع مرتين في غزوة واحدة، وهذا ليس مستحيلا، فقد يكون في المرة الأولى (عند الخروج حيث شرع التيمم) قد وهي خيطه فوقع، فلما وجدته ربطته ربطا غير متقن لكونها في سفر، ثم وقع مرة أخرى للسبب نفسه، وربما يكون في المرة الثانية انفرط عقده فأخذت تجمع حباته.
أقول ذلك لأن القرائن تدل كلها على أن الغزوة كانت في طريق مكة فزيادة على قول عائشة ((كنا بالبيداء أو ذات الجيش)) ما نقله ابن حجر قال: وفي رواية علي بن مسهر في هذا الحديث ـ حديث التيمم ـ عن هشام قال: وكان ذلك المكان يقال له ((الصلصل)) ورواه جعفر الفريابي في كتاب ((الطهارة)) له، وابن عبد البر من طريقه [الفتح 1/ 32] قال ياقوت: صلصل بنواحي المدينة على سبعة أميال منها، نزل بها رسول الله يوم خرج من المدينة إلى مكة عام الفتح ... قال البلادي: صلصل هو الحزم الذي تطؤه بعد ذي الحليفة على طريق بدر قبل مفرحات (ذات الجيش) ويسمى أيضا: الظمأ.
وهذا يوافق تحديد ياقوت له [المعالم الأثيرة].
5 ـ وإذا لم يكن قي غزوة المريسيع، فما المانع أن يكون ذلك عام الفتح فتح مكة، وياقوت يقول: إن رسول الله نزل بصلصل عام الفتح، ونقل ابن حجر عن الداودي: قال: وقال الداودي: كانت قصة التيمم في غزاة الفتح، ثم تردد في ذلك ... وقول عائشة ((حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش)) تشك في وصولها إلى ذات الجيش، أولا زالت في البيداء من ناحية ذات الجيش .. وذات الجيش بعد المدينة بعشرين كيلا عند المفرحات، و ((الصلصل)) دون ذلك بقليل، إذ يبعد عن المدينة بحوالي سبعة عشر كيلا.
…