كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)

172…
6 ـ الخلاصة: إن صح حديث أبي هريرة أنه شهد نزول آية التيمم، قد قد يكون ذلك في غزوة الفتح، وإن لم يصح، قد يكون في غزوة المريسيع لأن حدوث ذلك في طريق مكة هو الأقوى والله أعلم، وكان يكون ضياع العقد الذي كان بسببه التيمم عند الخروج، وضياعه الذي كانت بسببه حديث الإفك عند العودة، لأن حديث الإفك كان موطنه المدينة، بعد الوصول.
7 ـ وإليك هذه الموازنة التي تبين الفرق بين الحادثتيين:
(أ) في حديث الإفك: ذهبت لتقضي حاجتها , ففقدت العقد.
في حديث التيمم: فقدته وهي بين القوم، ثم وجدوه تحت البعير.
(ب) في حديث الإفك: كانت تبحث عنه وحدها.
في حديث التيمم: طلب رسول الله من بعض الصحابة أن يبحثوا عنه.
(جـ) في حديث الإفك: بقيت وحدها، ثم لحق بها صفوان بن المعطل، لأن المسلمين لم يكونوا يعلمون بتخلفها عن الركب.
في حديث التيمم: أرتحلت مع القوم، لأنهم علموا بفقد العقد، وتأخروا بسبب ذلك.
(د) حديث الإفك كان في العودة؛ لأن الذين خاضوا في القصة كانوا في المدينة بعد الوصول ولو كان في الخروج .. ما تمت الغزوة ـ المريسيع ـ وما صبر الخائضون حتى العودة.
في حديث التيمم: نزلت الآية في السفر، والمسلمون يفقدون الماء ..
14 - قصة عكل وعرينة:
قصة غدر وخيانة وكفران النعمة ... وليست قصة هؤلاء الأولى، والوحيدة، لقد كانت قصص غدر سابقة، فلم تكن ريح الدعوة الإسلامية تسير رخاء، وإنما تعرض الرسول وصحبه لمصاعب ومتاعب ومشاق وقتل، بل…

الصفحة 172