كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)
176…
الحرة ... [انظر تفصيل القصة في ((البخاري)) ك 4، ب 66]. [وك 64 ب 36].
15 - غزوة الغابة، أو غزوة ذي قرد:
ويظن من الجمع بين الروايات أن من سماها ((الغابة)) رأى بداية الأحداث، ومن سماها ((ذا قرد)) رأى نهاية الأحداث.
والغابة: هي الأقرب إلى المدينة على بعد حوالي ستة أكيال من مركز المدينة ـ المسجد النبوي ـ في الشمال الغربي خلف جبل أُحد، أو نحو ذلك، وهي كما يبدو من اسمها، كانت كثيرة الأشجار لأنها في أسفل المدينة حيث تصب سيول المدينة الثلاثة، ويستنقع بعض مائها، ولم يزدرع أهل المدينة أرضها في الجاهلية، لاستغنائهم بعوالي المدينة، وحراتها .. وكان أهل المدينة أهل زراعة، وجل أموالهم محصورة في بساتينهم، ولم تكن لهم عناية كبيرة بالإبل والأغنام .. وعندما أصبحت المدينة عاصمة الإسلام، وكثر الناس بها، للهجرة إليها وكان للمدينة دولة في حالة حرب مع أعداء الاسلام , لذلك كثرت الإبل، والخيل، والمواشي، لاستخدامها في المغازي، والاستفادة من ألبانها، فكان لابد من البحث عن المراعي في أطراف المدينة، الداخلة في حمى المسلمين وليسهل اصدارهاإلى المدينة عند الحاجة إليها، ولإمكان نقل لبنها في كل يوم إلى المدينة ... وقد رأينا أمثلة متعددة للإغارة على سرح المدينة في مرعاه، ذكرنا منها إغارة كرز على سرح المدينة في السنة الأولى من الهجرة، كان بسببها غزوة بدر الأولى إلى ((سفوان)) وكانت ترعى بالجماء في نواحي الجامعة الإسلامية بالمدينة.
ثم جاءت قصة ((عكل، وعرينة)) .. وقصة غزوة الغابة، كانت الثالثة .. أما ذو قرد، فهو جبل في شمال شرقي المدينة على قرابة خمس وثلاثين كيلاً وهو يوافق ما قال بعضهم إنه على ((بريد)) من المدينة .. ولذلك فإن من قال أن لقاح رسول الله كانت ترعى بذي قرد، لم يلحظ الزمان والمكان للقصة، فالزمان: السنة السادسة، والأعداء حول المدينة كثيرون، والمكان (35) كيلاً، بعيد عن…