كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)

18…
فإن زمنها يتوقف عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
أما إذا تحدثنا عن العلوم , والعوايد في العهد النبوي , فإنها تتصل بالعهد الراشدي , لاستمرار النهج المحمدي , ولتقارب الأزمنة.
وأنا لا أزعم أنني استغرقت كل ما يمكن أن يقال في العصر الذي أرخت له , فهذا موضوع غني قد يتوارد عليه عشرات المؤلفين , ويأتي كل واحد منهم بجديد , ولكنني أرى أنني أتيت بجديد في هذا الكتاب.
ومن جديد هذا الكتاب: أنني بدأت الباب الأول بفصل عن المدينة في العصر الجاهلي, وربطته بتاريخ المدينة في العصر الإسلامي , ولم أجعله مقدمة مبتوتة الصلة , ومن مبررات هذا الدمج أن كثيرا من مظاهر الحياة في فجر الإسلام هي امتداد للحياة في العصر الجاهلي: في الزراعة والمطاعم , والعادات الاجتماعية , وكون الناس في صدر الإسلام هم الناس في العصر الجاهلي , ولم يفصل بين الحياتين إلا العقيدة الإسلامية.
ومن الجديد: الربط بين المغازي النبوية وتاريخ المدينة وجغرافيتها , وكانت الكتب قبل ذلك تعدها منفصلة , فتخصها بالتأليف.
وفي باب الحياة العلمية: أثبت وجود أصول التربية والتعليم , منذ العهد النبوي وناقشت كثيرا من الآراء المتداولة سابقا وأثبت بطلانها بالأدلة القطعية وبخاصة في موضوع الكتابة , وتدوين العلم.
وفي مجال الشعر , حققت بعض النصوص والأخبار , ونفيت صلتها بالحياة النبوية وبالصحابة , وكانت تعد من المسلمات الأدبية.
وفي مجال المجتمع: أعماله وعاداته , كتبت فصلين: الأول: في الحرف والأعمال , والثاني: في الحياة الاجتماعية: الأطعمة , والألعاب , والزواج .. إلخ.
وفي باب الخلفاء الراشدين: قدمت نماذج نقدية لبعض النصوص التي ولأعمال…

الصفحة 18