كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)

180…
مؤتة قول ابن سعد: ((وخرج مشيعاً لهم حتى بلغ ثنية الوداع، فوقف وودعهم)). وهذه الثنية لن تكون الا في طريق الشام، لان جند المسلمين كانوا معسكرين بالجرف، والجرف في طريق الشام، وكان الوداع لقادة السرية الذين التحقوا بالجند، للاتجاه نحو الشام .. وطريق الشام تتجه نحو الشمال أما طريق الهجرة فتتجه نحو الجنوب.
وفي غزوة تبوك: قال ابن اسحق: ((فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب عسكره على ثنية الوداع)).
ومما يؤكد ان هذه الثنية في طريق تبوك ـ نحو الشام ـ قول ابن اسحق في قصة الغزوة نفسها: ((وضرب عبدالله بن ابي معه على حدة عسكره اسفل منه نحو ذباب)).
وجبل ذباب، هو في طريق العيون المدينة مقابلا الثنية، وهو في جهة الشام.
وروى البخاري في الصحيح (ك 64 باب 82) عن السائب بن يزيد قال: ((اذكر اني خرجت مع الصبيان نتلقى النبي صلى الله عليه وسلم الى ثنية الوداع مقدمه من غزوة تبوك)).
وفي تاريخ فتوح الشام ان ابا بكر الصديق مشى مع يزيد بن ابي سفيان حتى وصل الى ثنية الوداع.
الثاني: جاء في بعض روايات النشيد ((جئت شرفت المدينة)) ولم يكن اسم ((المدينة)) معروفاً قبل الهجرة، وانما المشهور ((يثرب)) الثالث لم تكن طريق الهجرة النبوية مطروقة قبل الهجرة ليكون لها ثنية في طرف المدينة.
وليس بين قباء، والمدينة جبل فيه ثنية، يكون عندها الوداع .. فالارض بين قباء والمسجد النبوي ارض منبسطة , كانت تغمرها البساتين.
والطريق بين المدينة ومكة ـ بعد الهجرة ـ هي الطريق التي تمر ببدر، وتاتي على ذي الحليفة (آبار علي) ثم تمر على المسيجيد (المنصرف).
(ب) ان خبر هذا النشيد (طلع البدر علينا) ليس له سند صحيح وفي متنه ما لا يناسب العصر.

الصفحة 180