كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)

182…
7 ـ لم يرد ذكر ((محمد)) صلى الله عليه وسلم، بلفظه في النشيد. والمنقول بالأسانيد الصحيحة المتصلة، أنهم ذكروا اسم ((محمد)) في عبارات الترحيب.
(جـ) الخلاصة:
يبدو أن النشيد مصنوع في العصور المتأخرة، لانه لم يرد في كتب المؤلفين في القرنين الاول والثاني.
ولم يقله اهل المدينة يوم الهجرة لانه لم يرو بسند متصل، ولم يقولوه في غزوة تبوك، لانه لم ينقل أن اهل المدينة لاقوا رسول الله بالاناشيد في الغزوات السابقة فغزوة بدر كانت تستحق ذلك، لانها اول نصر كبير للمسلمين وغزوة الفتح كانت تستحق ذلك، لانها كانت فتحاً مبينا دخل الناس في الدين افواجا، لسقوط اكبر معقل للشرك وتحرير الكعبة ـ قبلة المسلمين ـ من هيمنة المشركين ومع ذلك تبقى ثنية الوداع المعروفة في المدينة، هي في الطريق الشامية، وليست في طريق مكة، لورود ذكرها في الغزوات والسرايا التي اتجهت نحو الشام.
ولم يكن في طريق مكة ثنية، يكون عندها وداع.
ثانيا: موجز دلالة الغزوات والسرايا على تاريخ المدينة:
1 ـ دلت وقائع الغزوات والسرايا على ان اختيار المدينة، لتكون عاصمة الدولة الاسلامية، كان هو الاختيار الامثل.
وما كان غيرها امثل منها في موقعها الحربي، لان المسلمين استطاعوا ـ من المدينة ـ ان يهددوا طرق القوافل التجارية، التي تعد شريان الحياة لأهل مكة وما كان غيرها أمثل منها، لكون اهل المدينة يعتمدون على ما تنتجه ارضهم في الدرجة الاولى، ولم يكن اعتمادهم على تجارة، أو رعي.
وما كان غيرها خيرا منها، لتباعد ثغورها، واتساع المسافات بينها وبين اعدائها، مما يسمح للمخابرات العسكرية ان تنقل اخبار الاعداء، والاستعداد للمعركة قبل وقوعها، فيفقد الاعداء عنصر المباغتة في المعركة. وبسبب هذه…

الصفحة 182