كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)
183…
الميزة استطاع المسلمون حفر خندق حول المدينة قبل وصول الاعداء، وهزم الله اكبر تجمع للمشركين.
2 ـ اذا نظرنا الى الغزوات والبعوث والسرايا، لابد ان نقول: ان النبي صلى الله عليه وسلم كان قائداً لامثيل له في الدنيا .. انه صاحب حكمة عسكرية فذة، كما كان سيد الرسل وأعظمهم في صفة النبوة والرسالة.
وبهذا تكون أفعاله مشمولة بالصحة، سواء أكانت صادرة عنه بصفته البشرية، ام كانت صادرة عنه بصفته التي يوحى اليه فيها.
ونستطيع ان نقرر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يخض معركة، أو يرسل سرية، الا في الظرف والجهة اللذين يقتضيهما الحزم والشجاعة والتدبير.
فلم يخسر معركة من المعارك التي خاضها لغلطة في الحكمة العسكرية .. ولم يقع ما وقع في ((أحد)) و ((حنين)) إلا بسبب الضعف في بعض افراد الجيش ـ كما كان في حنين ـ أو من جهة معصية بعض الجيش أوامره كما كان في أحد.
3 ـ استطاع النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الغزوات، فرض الامن وبسط السلام وإطفاء نار الفتنة، وكسر شوكة الاعداء، والجائهم الى المصالحة وتخلية السبيل لنشر الدعوة انطلاقاً من قاعدة المدينة.
4 ـ تخرج في مدرسة الغزوات طائفة كبيرة من القواد الذين لاقوا فيما بعد الفرس والرومان في ميادين العراق والشام، ففاقوهم في التخطيط للحروب وادارة المعارك.
5 ـ اصبحت المدينة النبوية قاعدة عسكرية تنطلق منها الجيوش، وتهابها الاعداء.
6 ـ واصبحت المدينة قاعدة ادارية، ينطلق منها امراء الاقاليم، والمصدقون وجامعو الجزية.
…