كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)
184…
7 ـ واصبحت المدينة العاصمة السياسية في الجزيرة العربية، تنطلق منها الرسائل والرسل الى داخل الجزيرة وخارجها، ويأتي اليها وفود العرب من كل فج.
8 ـ خلصت المدينة للعرب المسلمين، ونزح عنها اليهود الطارئون.
9 ـ كان للغزوات النبوية تاثير كبير في المجتمع المدني، وربما انفردت المدينة بهذا الاثر الحميد.
فقد كان الأوس والخزرج ـ قبل الاسلام ـ في حروب متصلة، لا يرقا لهم دم حتى يسال دم .. فلما جاء الإسلام اصبح الاخوان المتحاربان، يحاربان في صف واحد، عدواً واحداً .. وكان من اثر ذلك وحدة قلبية لم تنفصم عراها، وجمعت بينهما كلمة ((الأنصار)) جمعا لم يجمعه لقب بين قبيلتين، وبقيت الأوس والخزرج على هذه الصفة من الوحدة عبر التاريخ الإسلامي، فلم يسجل التاريخ الإسلامي ان حرباً قبلية ثارت بين الحيين.
وكذلك لم يسجل التاريخ ان حرباً ثارت بين الانصار والمهاجرين .. ويعزى هذا، أو اكثره في رأيي، إلى كون اهل المدينة أمضوا عشر سنوات وهم يقفون في صف واحد في الغزوات.
10 ـ ولعل من آثار الغزوات، ان المدينة اصبحت المركز المالي للمسلمين تجبى اليها الاموال، ثم تفرقها في المسلمين وفي السنوات الأخيرة من الحياة النبوية استطاعت المدينة ان توفر لأهلها والمهاجرين إليها السكنى والأرض والمشاغل، وكانت الوفود تأتي إلى المدينة فترجع مجازة بالمال.
11 ـ أصبح في المدينة جيش مدرب، قد تهيأ له السلاح والكراع والعدة والنفقات ولهذا لم يجد ابو بكر صعوبة ـ في اول ولايته ـ في تسيير بعث أسامة، وإعداد الجيوش لمحاربة المرتدين، ثم تسييرهم لمتابعة الفتح في العراق.
…