كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)
191…
1 ـ التعريف بالفصل
عندما عنونت هذا الفصل بـ ((الحركة العلمية)) لم أقصد الى تحقيق وجودها أو مستواها، لان القرآن جاء بالعلم وللعلم، وبعث محمد صلى الله عليه وسلم بالعلم وللعلم، بعث بالعلم بان الله واحد لا شريك له، وأن ما عليه الناس من الضلالات يودي بالمجتمع الى الهلاك في الدنيا والآخرة، وجاء القرآن ليعلم الناس الدستور الإلهي، ويدلهم على النهج السوي .. ولذا بدأ الوحي بالامر بالقراءة، وبيان فضل الله تعالى الذي علم الانسان ما لم يعلم، ونقله من ظلمة الجهل الى نور العلم، ونبه الله في اول سورة، على فضل علم الكتابة لما فيه من المنافع العظيمة.
ولهذا بلغت الحركة العلمية في المدينة اعلى درجة لها، بل بلغت الحركة العلمية ارقى درجة لها في العالم، في زمن نزول الوحي؛ لتتابع القرآن بالنزول لتعليم الناس، ولحرص الرسول عليه الصلاة والسلام على تعليم اصحابه في كل يوم، وتلهف المسلمين على مجالسة رسول الله والسماع منه .. وقد اردت في هذا الفصل، ان ارصد الوسائل المتبعة في التعليم انذاك والطرائق التربوية التي اتبعها رسول الله وصحبه، واثرها في ارتقاء الحياة العلمية، ونقل العلم الى التابعين، ومنزلة العلم بين الانشطة التي كان يقوم بها الناس في صدر الإسلام.
* * *…