كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)

194…
- 3 - وسائل تحصيل العلم
أولاً - الكتابة:
بدات بالكتابة، لان التاريخ ظلمها، وما زالت مظلومة على يد المؤرخين المعاصرين.
فالمؤرخون القدماء، والمعاصرون اعتمدوا في الحكم على تاريخ الكتابة عند العرب، على اقاويل لا تقوم على دليل، كما تقوم على مفهومات غير صحيحة عن المجتمع العربي في الجاهلية.
فقد نقل البلاذري في [فتوح البلدان ص 660 ـ 661] فقال: ((جاء الاسلام وفي قريش سبعة عشر رجلا كلهم يكتب)).
وينقل عن الواقدي انه كان في المدينة احدعشر رجلا يعرفون الكتابة.
وقال ابن عبد ربه في [العقد الفريد 240/ 4]: وجاء الاسلام وليس احد يكتب بالعربية غير سبعة عشر إنساناً .. (وذكرهم) وهذه احصاءات ليس لها سند صحيح، وسوف نرى بطلانها فيما بعد.
ووقع ابن خلدون [في مقدمته ص 365] في خطأ فاحش، عندما قال: ((فكان الخط العربي لاول الاسلام غير بالغ الى الغاية من الاحكام والاتقان والاجادة ولا الى التوسط لمكان العرب من البداوة والتوحش، وبعدهم عن الصنائع))، وقال: ((وانظر ما وقع لاجل ذلك في رسمهم المصحف، حيث رسمه الصحابة بخطوطهم وكانت غير مستحكمة في الإجادة فخالف الكثير من رسومهم، ما اقتضته رسوم صناعة الخط عند اهلها، ثم اقتفى التابعون من السلف…

الصفحة 194