كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)
196…
وتيما، ودومة .. هولاء ولد اسماعيل، وضعوه مفصلا، وفرقه قادور بن نبت بن هميسع بن قادور .. قال: وان نفراً من إياد القديمة ـ من اهل الانبار ـ وضعوا حروف: الف ب ت ث، وعنه اخذت العرب .. الخ.
وقال ابن خلدون في [المقدمة 365]: ((وقد كان الخط العربي بالغاً مبالغه من الاحكام والاتقان والجودة في دولة التبايعة ن وهو المسمى بالخط الحميري.
وانتقل منها ـ من اليمن ـ الى الحيرة، لما كان بها من دولة آل المنذر نسباء التبابعة في العصبية .. ومن الحيرة لقنه اهل الطائف وقريش .. قال: وكان لحمير كتابة تسمى المسند حروفها منفصلة .. ومن حمير تعلمت مضر الكتابة العربية .. )).
واختلفوا فيمن نقل الكتابة الى مكة، فقيل: ابو قيس بن عبد مناف بن زهرة، وقيل: حرب بن امية.
وقيل: انه لما هدمت الكعبة قريش، وجدوا في ركن من أركانها حجراً مكتوباً فيه: السلف بن عبقر، يقرأ على ربه السلام، من رأس ثلاثة آلاف سنة.
قال ابن النديم: وكان في خرانة المأمون كتاب بخط عبد المطلب بن هاشم في جلد آدم فيه ذكر حق عبد المطلب ـ من اهل مكة ـ على فلان بن فلان الحميري من اهل صنعا، عليه الف درهم فضة كيلاً بالحديدة، ومتى دعاه بها اجابه ((شهد الله والملكان)) ... كل هذه الاخبار تدل على قدم الكتابة العربية، وانها كانت معروفة في اليمن والعراق ومكة منذ زمن بعيد قبل الميلاد .. وكان الحجاز ـ مكة والمدينة والطائف ـ على اتصال دائم بديار اليمن، والعراق والشام، وكان اهل الحجاز يقتبسون مما يجدونه في الديار التي يتصلون بها، الاساليب الحضارية (1) .. واهل… (1) ومما يدل على سعة انتشار الكتابة العربية، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم، كتب الى ملوك الارض في ايامه، ووجد في بلاط الملوك من يقرأ هذه الرسائل.
وقد ثبت ان رسول الله كتب الى هرقل، وكسرى، والنجاشي، والمقوقس.