كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)
198…
واقسم الله فقال: (ن والقلم ومايسطرون) والقسم من الله تعظيم لما يقسم به، ولم يستنكر المشركون ان يقسم الله بالقلم، كما استنكروا عندما ضرب الله المثل بالعنكبوت والذباب، فقال تعالى: (ان الله لا يستحيي ان يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها، فأما الذين آمنوا فيعلمون ان الحق من ربهم، واما الذين كفروا فيقولون ماذا اراد الله بهذا مثلاً) [البقرة: 26].
(ب) قال تعالى في سورة الكهف: (قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي، لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربي، ولو جئنا بمثله مداداً).
وقال تعالى في سورة لقمان: (ولو ان مافي الارض من شجرة اقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر ما نفدت كلمات الله، ان الله عزيز حكيم) .. وهذا التمثيل لايفهمه الا من يعانيه، ويشتغل به (جـ) آية المداينة في سورة البقرة (282) ندب الله المسلمين الى كتابة الدين (اذا تداينتم بدين الى اجل مسمى فاكتبوه).
وشرط ان يكون الكاتب عالملً بالشروط فقيها دينأً (وليكتب بينكم كاتب بالعدل، ولا يأب كاتب ان يكتب كما علمه الله).
وامر بكتابة الدين الكبير والصغير: (ولا تسأموا ان تكتبوه صغيرا أو كبيرا).
والآية مدنية يخاطب بها المسلمون في مكة والطائف والمدينة واليمن .. وكيف يدعو الله المسلمين الى امر لم تتوفر وسائله؟ ووسائله الكتاب الفقهاء العدول العارفون بالشروط، وهولاء قلة بين كثرة فكيف اذا كان الكتاب قليلين كما يزعمون؟ واذا عرفنا ان الكتاب متوفرون في العهد النبوي، فهذا يدل توفرهم في العهد الجاهلي، بأن المدة بين نزول الآية والعهد الجاهلي ليست بعيدة.
3 - روى الامام احمد في مسند (247/ 1) عن علي بن عاصم قال: قال داود بن ابي هند، حدثنا عكرمة عن ابن عباس قال: ((كان ناس من الاسرى يوم…