كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)
206…
الصحيفة. قال: قلت: فما في هذه الصحيفة؟ قال: العقل، وفكاك الأسير، ولا يقتل مسلم بكافر)).
وروى البخاري في كتاب ((العلم)) باب ((كتابة العلم)) عن أبي هريرة أن رسول الله خطب، فقال .. ((الحديث)) فجاء رجل من أهل اليمن فقال: ((اكتب لي يارسول الله، فقال: اكتبوا لأبي فلان (هو أبو شاه) .. )) فقيل لأبي عبد الله: أي شيء كتب له: قال: كتب له هذه الخطبة.
وروى البخاري عن أبي هريرة؛ أنه قال: ((ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أحد، أكثر حديثاً عنه مني، إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب)) [البخاري باب العلم].
وخرج الترمذي عن أبي هريرة، قول رسول الله لرجل: ((استعن بيمينك وأومأ إلى الخط)) .. وانظر أحاديث اخرى رواها الطبراني، والإمام أحمد، وابن سعد .. وغيرهم في [التراتيب الإدارية 244/ 2 ـ 245] وروايات اخرى عن الصحابة أنهم كانوا يكتبون العلم، والفقه.
بل هناك روايات أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أملى بعض الصحف فيها أحكام شرعية، ومنها كتابه في الصدقات الذي خرجه أحمد وأبو داود والترمذي والحاكم عن ابن شهاب عن سالم عن ابن عمر قال: كتب رسول الله كتاب الصدقات، فلم يخرجه إلى عماله، وقرنه بسيفه حتى قبض، فعمل به أبو بكر حتى قبض ثم عمل به عمر حتى قبض .. [انظر التراتيب الإدارية 251/ 2].
وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاباً في الفرائض والسنن والصدقات لعمرو بن حزم حين استعمله على نجران. [انظر باب: هل كانوا يدونون في صدر الإسلام شيئاً ـ من التراتيب الإدارية 249/ 2 ـ 264].
وكتب أبو بكر الصديق ـ في سنتي خلافته ـ الأحكام الفقهية ليسترشد بها الولاة.
وفي ((كتاب الزكاة)) من صحيح البخاري روايات تصرح بلفظ ((الكتابة)).
منها ما جاء في الباب (34) أن أنساً رضي الله عنه قال: ((إن أبا بكر…