كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)
207…
رضي الله عنه، كتب له التي فرض رسول الله ... )). ومثله في الباب (35) وفي الباب (37) عن أنس، أن أبا بكر كتب له فريضة الصدقة التي أمر الله رسول الله صلى الله عليه وسلم .. (الحديث) وفيه حكم زكاة الإبل.
وفي الكتاب (38) ذكر المناسبة التي كتب فيها أبو بكر، ما كتبه.
فروي عن أنس، أن أبا بكر كتب له هذا الكتاب، لما وجهه إلى البحرين ... وفي الحديث نصاب زكاة الغنم.
وفي الباب (39) تصريح بكتابة أبي بكر إلى أنس ... ويظهر أن ما رواه البخاري عن أنس في كتاب ((الزكاة)) كان في مناسبة واحدة ثم قطعه البخاري حسب موضوعه، وإذا جمع متفرقه فإنه يكون رسالة في صفحات بالخط القديم.
وأما كتابة عمر بن الخطاب إلى الامراء فهي أكثر من أن تحصى، وجل رسائله تضم الأحاديث النبوية والأحكام الفقهية ... وكان معاوية ابن أبي سفيان يطلب من الصحابة أن يكتبوا إليه ما سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما روى البخاري في كتاب الزكاة، باب (53): كتب معاوية إلى المغيرة بن شعبة أن اكتب إلي بشيء سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم، فكتب إليه: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وسلم يقول: ((إن الله كره لكم ثلاثاً: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال)).
ويظهر من سياق الحديث أن معاوية لم يطلب حديثاً واحداً في موضوع معين، وإنما طلب أن يكتب له المغيرة ((بشيء سمعه)) وربما كتب له أحاديث كثيرة، اختار منها البخاري هذا الحديث لمناسبته الباب.
(ب) أما الآثار التي تمنع كتابة الحديث، فإن أصحها، ما جاء عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله قال: ((لا تكتبوا عني شيئاً غير القرآن)). [رواه مسلم].
قال ابن حجر: والجمع بين هذا الحديث، وأحاديث الإباحة التي رواها البخاري أن النهي خاص بوقت نزول القرآن خشية التباسه به، والإذن في غير ذلك. أو أن النهي خاص بكتابة غير القرآن مع القرآن في شيء واحد والإذن في تفريقهما، أو أن النهي متقدم والإذن ناسخ له عند الأمن من الالتباس، قال: وهو…