كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)

217…
ثلاثة اشياء لم يكن يؤخذ عليهن أجر: ضراب الفحل، وقسمة الأموال، والتعليم.
قال ابن حجر: وهو يشعر بأنهم كانوا قبل ذلك يتبرعون بها فلما فشا الشح طلبوا الأجرة ,فعد ذلك من غير مكارم الأخلاق، فتحمل كراهة من كرهها على التنزيه.
7 ـ بناء المسجد النبوي منذ بداية الهجرة: وكان المسجد مدرسة للعلم: حلقات للدرس ـ حول رسول الله، وتدارس الصحابة ـ خطبة الجمعة والعيدين .. المناسبات الطارئة ...
8 ـ نأخذ من الروايات اتخاذ دار لقراءة القرآن، لما نقل ابن عبد البر في ((الاستيعاب)) في ترجمة عبد الله بن ام مكتوم، أنه قدم المدينة مع مصعب بن عمير بعد بدر بيسير، فنزل دار القراء، وهي دار مخرمة بن نوفل.
قال الكتاني: ويستخرج منه اتخاذ المدارس.
وكلف رسول الله أصحابه القادرين على التعليم، أن يعلموا الناس، ففي ترجمة عبد الله بن سعيد بن العاصي، أن رسول الله أمره أن يعلم الناس الكتابة بالمدينة، وكان كاتباً محسناً.
وسبق أن روينا أن عبادة بن الصامت علم ناساً من أهل الصفة الكتابة والقرآن.
وفي الاستيعاب والإصابة، أن الشفاء ام سليمان قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم علمي حفصة رقية النملة (1) كما علمتها الكتابة.
وترجم في ((الإصابة)) لوردان، جد الفرات بن يزيد بن وردان فذكر عن الواقدي أن النبي صلى الله عليه وسلم أسلمه إلى أبان بن سعيد بن العاصي ليمونه ويعلمه القرآن.

__________
(1) النملة: قروح تخرج في الجنب. قال ابن الأثير: ورقية النملة: شيء كانت تستعمله النساء يعلم كل من سمعه أنه كلام لا يضر ولا ينفع، ورقية النملة التي كانت تعرف بينهن أن يقال: العروس تحتفل وتختضب وتكتحل، وكل شيء تفتعل، غير أن لا تعصي الرجل .. وروايات قصة الشفاء، مبسوطة في ترجمتها من الإصابة، قسم النساء.

الصفحة 217