كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)

220…وقال عياض: الصفة: بضم الصاد وتشديد الفاء، ظلة في مؤخر مسجد رسول الله يأوي إليها المساكين، وإليها تنسب أهل الصفة.
وقال الحافظ ابن حجر: الصفة في آخر المسجد النبوي، فضل اعد لنزول الغرباء فيه ممن لا مأوى له ولا أهل، وكانوا يكثرون فيه ويقلون بحسب من يتزوج منهم أو يسافر.
وقال السيوطي: ((الصفة: بصاد وفاء: محل وراء الحجرة النبوية، مظلل معد لنزول الغرباء فيه، ممن لا مأوى له ولا أهل، في مؤخر المسجد إلا أنه يحسب الآن في مؤخرهما معاً، محاذياً للحجرة، فالكل داخل فيه في وقتنا)).
(ب) الهدف: قال ابن الجوزي ((تلبيس ابليس)): أهل الصفة كانوا فقراء يقدمون على رسول الله وما لهم أهل ولا مال فبنيت لهم صفة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل: أهل الصفة.
(جـ) النفقة: أخرج أبو النعيم في ((الحلية)) من طريق أبي هريرة قال: كنت من أهل الصفة، وكنا إذا امسينا، حضرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأمر كل رجل فينصرف برجلين أو اكثر، فيقى من بقي عشرة أو أكثر أو اقل، فيؤتى النبي صلى الله عليه وسلم بعشائه فيتعشى معهم، فإذا فرغنا قال: ناموا في المسجد.
وكان سعد بن عبادة يرجع كل ليلة إلى اهله يثمانين من أهل الصفة يعشيهم وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل حائط ((بستان)) بقنو يعلق في المسجد للمساكين، وكان عليها معاذ بن جبل، لحفظها وقسمتها.
وروى البخاري عن عبد الرحمن بن أبي بكر ((أن أصحاب الصفة كانوا اناساً فقراء وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث .. الحديث)) [في الفتح 2/ 75].
(د) الزمن: في صحيح مسلم عن أنس قال: ((جاء ناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فسألوه أن يبعث معهم رجالاً يعلمونهم القرآن والسنة، فبعث معهم سبعين رجلاً…

الصفحة 220