كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)
229…
ويمكن ان نعد من علوم القرآن التي اشتغل بها المسلمون في الزمن النبوي، وعصر الصحابة: كتابة المصاحف، والأدلة على ذلك كثرة؛ نعرضها فيما يلي: بوب البخاري في كتاب ((الجهاد)) باب: كراهية السفر بالمصاحف إلى أرض العدو وروى عن عبد الله بن عمر ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يسافر بالقرآن إلى ارض العدو)).
وقال البخاري: ((وقد سافر النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه في ارض العدو وهم يعلمون القرآن)) .. أشار بذلك إلى ان المراد بالنهي عن السفر بالقرآن، السفر بالمصحف، خشية أن يناله العدو، لا السفر بالقرآن نفسه.
وفي لفظ لإسحق بن راهويه؛ في مسنده ((كره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو، مخافة أن يناله العدو)).
وخرجه الإمام أحمد بلفظ ((نهي أن يسافر بالمصحف إلى ارض العدو)) [عن فتح الباري 6/ 133].
قال الكتاني في [التراتيب 2/ 285]: ((فلولا ان ما كان نزل من القرآن يجمع في الصحف ونحوها ويتداوله الناس بالنسخ والملك، ما صح ورود النهي المذكور)) وأخرج احمد، والطبراني والدارمي عن ابي امامة قال: لما كان في حجة الوداع قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا أيها الناس، خذوا العلم قبل ان يقبض، وقبل ان يرفع من الارض .. الحديث .. فسأله أعرابي، يانبي الله، يرفع منا وبين أظهرنا المصاحف وقد تعلمنا ما فيها .. الحديث)) [مسند احمد 5/ 266].
والشاهد قوله: ((وبين أظهرنا المصاحف)) وكان ذلك عام الفتح.
وترجم ابن حجر في ((الإصابة)) لناجية الطفاوي، ونقل ابن منده أنه كان يكتب المصاحف.
وأخرج الطبراني من طريق فروة بن حبيب قال: كان ناجية يكتب المصاحف. [الإصابة رقم 8646].
وترجم في ((الإصابة)) لنافع بن ظريب النوفلي، قال: ((هو من مسلمة الفتح…