كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)
230…وهو الذي كتب المصحف لعمر، وقال البلاذري: كتب المصاحف لعثمان وقيل: لعمر)) [الإصابة رقم 8656].
ومما يدل على الاشتغال بكتابة المصاحف في القرن الأول، ان ابن عباس سئل عن أُجرة كتابة المصاحف، فقال: لا بأس، إنما هم مصورون، وإنما يأكلون من عمل ايديهم.
ومعنى قوله ((مصورون)) اي ينقشون صور الحروف فهم يببيعون صورة الحروف، وليس القرآن.
ونقل الكتاني في [التراتيب 2/ 293] ((بيعت المصاحف ايام عثمان فلم ينكروا ذلك)).
وذكر المسعودي في ((مروج الذهب)) في عرض كلامه على واقعة صفين، قال: ((ورفع من معسكر معاوية نحو خمسمائة مصحف)) عندما أشار عمرو بن العاص برفع المصاحف، طلباً للتحكيم، وهذه المصاحف ليست كل المصاحف الموجودة إذاك، مع انه بين كتابة المصحف العثماني وواقعة صفين حوالي سبع سنين .. فانظر إلى هذا العدد الذي حضر في ذلك الجيش فكيف بغيره من مصاحف من لم يحضر.
وقيل ان عثمان رضي الله عنه حين اكمل كتابة المصحف، أمر بانتزاع ما عند الصحابة من المصاحف، فانتزعت إلا مصحف عبد الله بن مسعود، فهذا يدل على انه كانت مصاحف جمعت قبل مصحف عثمان، وانما نسبوا ذلك له، لأنه المصحف الذي بعث نسخه إلى الأمصار وابتهج المسلمون به في جميع الأقطار.
ونقل الرواة ان المسلمين في الصدر الأول كانوا يجلون المصاحف، فقد ذكر ابن رشد في ((جامع البيان)) صفة مصحف جد الامام مالك المكتوب على عهد عثمان، عن عبد الرحمن بن القاسم صاحب مالك قال: واخرج إلينا ـ أي مالك ـ مصحفاً لجده أبي مالك الأصبحي (1) المختلف في صحبته، فحدثنا أنه…
__________
(1) إنما هو انس جد انس والد مالك بن انس، لأن نسب مالك: مالك بن انس بن مالك بن أبي عامر. وأبو عامر: ذكره ابو حجر في القسم الثالث من الإصابة وقال: ذكره =