كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)
232…
أو تقرير، أو فعل، أو صفة خلقية، أو خُلقية، أو سيرة، سواء أكان قبل البعثة أم بعدها، وهي بهذا ترادف الحديث.
وفي اصطلاح الأصوليين: ما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير.
وقد تطلق السنة عند بعضهم على ما دل عليه دليل شرعي، سواء أكان ذلك في الكتاب العزيز، أو عن النبي صلى الله عليه وسلم، ام اجتهد فيه الصحابة كجمع المصحف، وحمل الناس على القراءة بحرف واحد، وتدوين الدواوين، ويقابل ذلك البدعة، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام ((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي)) (1).
وفي اصطلاح الفقهاء: ماثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم من غير افتراض ولا وجوب.
وتقابل الواجب وغيره من الأحكام الخمسة.
ومرد هذا الاختلاف في الاصطلاح، إلى اختلافهم في الاغراض التي يعنى بها كل فئة من أهل العلم. [السنة ومكانتها للسباعي ص 48].
فعلماء الحديث بحثوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الإمام الهادي، الذي اخبر الله عنه أنه اسوة لنا وقدوة، فنقلوا كل ما يتصل به من سيرة وخلق وشمائل واخبار واقوال وافعال، سواء اثبت ذلك حكماً شرعياً، أم لم يثبت.
وعلماء الأصول، بحثوا عن رسول الله المشرع، الذي يضع القواعد… (1) هذه قطعة من حديث رواه الامام 4/ 126، ولفظه ((قد تركتم على البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك.
ومن يعش منكم، فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، وعليكم بالطاعة وان عبداً حبشياً، عضواً عليها بالنواجذ .. )) وقوله ((الخلفاء الراشدين)) .. قد يدخل فيهم الخلفاء الاربعة وكل خليفة راشد بعدهم، نحو معاوية بن ابي سفيان، وعمر بن عبد العزيز وقوله ((عضواً عليها .. )) هل يعود الضمير إلى السنة، أو يعود إلى الطاعة، لأنها الأقرب؟.