كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)

239…أبي بكر تلتمس ان تورث، قال: ما أجد لك في كتاب الله شيئاً وما علمت ان رسول الله ذكر لك شيئاً، ثم سأل الناس، فقام المغيرة فقال: كان رسول الله يعطيها السدس، فقال له: هل معك أحد؟ فشهد محمد بن مسلمة بمثل ذلك، فأنفذه لها أبو بكر)).
وروى البخاري عن ابي سعيد الخدري قال: ((كنت في مجلس من مجالس الأنصار إذ جاء أبو موسى كأنه مذعور، فقال استاذنت على عمر ثلاثاً فلم يؤذن لي، فرجعت، فقال: ما منعك؟ قلت: استأذنت ثلاثاً فلم يؤذن لي، فرجعت، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا استاذن أحدكم ثلاثاُ، فلم يؤذن له، فليرجع)) قال ـ عمر ـ والله لتقيمن عليه ببينة ‍! أمنكم احد سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال ابي بن كعب: والله لايقوم معك إلا اصغر القوم، فكنت أصغر القوم، فقمت معه، فاخبرت عمر، ان النبي صلى الله عليه ويسلم قال ذلك)) [البخاري بكتاب الاستاذان باب 13].
وروى القصة ايضاً مالك في [الموطأ 2/ 240] وزاد: فقال عمر بن الخطاب لابي موسى الاشعري: ((اما اني لم اتهمك، ولكن خشيت ان يتقول الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم)).
وفي رواية فقال عمر لابي موسى: ((والله ان كنت لاميناً على حديث رسول الله، ولكن احببت ان استثبت)) [الفتح 11/ 30].
(و) وعندما انتهى عهد الشيخين، سمع عثمان بن عفان، للصحابة ان يتفرقوا في الأمصار، واخذ كبار الصحابة يتناقصون يوماً بعد يوم، فاجتهد صغار الصحابة لجمع الحديث من كبارهم.
فهذا عبد الله بن عباس، كان يطلب الحديث عند كبار الصحابة ويتحمل في سبيل ذلك عناء ومشقة لما روى ابن عبد البر عن ابن شهاب ان ابن عباس قال: كان يبلغنا الحديث عن رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فلو اشاء ان ارسل إليه حتى يجيئني فيحدثني، فعلت، ولكني كنت اذهب إليه، فأقيل على بابه حتى يخرج إليه فيحدثني. [جامع بيان العلم 1/ 94].

الصفحة 239