كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)

242…
قال: ((من قدم علياً على عثمان، فقد ازرى على اثني عشر الفاً، مات رسول الله وهو عنهم راض)).
فقال النووي: وذلك بعد النبي صلى الله عليه وسلم باثني عشر عاماً، بعد ان مات في خلافة ابي بكر في الردة والفتوح الكثير ممن لم يضبط اسماؤهم، ثم مات في خلافة عمر في الفتوح وفي الطاعون العام وعمواس وغير ذلك من لا يحصى كثرة.
ولعلهم يريدون ان يقولوا: بقد كان من الصحابة يوم تولى عثمان اثنا عشر الفاً وقد رضوا بولايته.
وقال ابن سعد في [الطبقات 2/ 377]: ((شهد مع رسول الله تبوكاً، وهي اخر غزاة غزاها، من المسلمين، ثلاثون الف رجل، وذلك سوى من قد اسلم واقام في بلاده وموضعه لم يغز، فكانوا عندنا اكثر ممن غزا معه تبوكاً)).
وقال الغزالي في ((الاحياء)): مات النبي صلى الله عليه وسلم عن عشرين الفاً من اصحابه، قال الحافظ العراقي: لعله عنى بالمدينة، وروي عن الشافعي قوله قبض رسول الله والمسلمون ستون الفاً بالمدينة، وثلاثون الفاً في قبائل العرب وغيرها.
اقول: لعله اراد الصحابة من الرجال.
وروي عن الامام احمد قال: قبض رسول الله وقد صلى خلفه ثلاثون الف رجل.
قال السخاوي وكانه عنى، بالمدينة، ليلتئم مع ماقبله [التراتيب 2/ 407].
قال ابن حجر: ومع ذلك، فلم يحصل لنا من ذلك جميعا ـ يريد الذين الفوا في الصحابة ـ العشر من اسامي الصحابة بالنسبة الى ما جاء عن ابي زرعة.
فالذين ترجم لهم ابن عبد البر في ((الاستيعاب)) ثلاثة الاف وخمسمائة واستدرك عليه ابن فتحون مثل هذا العدد.
ونقل ابن حجر عن الذهبي ان جميع من في ((اسد الغابة)) سبعة الاف وخمسمائة واربعة وخمسون نفسا ً ... وقد جمع ابن الاثير في كتابه كثيرا من التصانيف المتقدمة قبله، وعاش في اوائل القرن السابع الهجري.
ولعل اوسع كتاب في اسماء الصحابة ((الاصابة)) لابن حجر. وبلغت…

الصفحة 242