كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)
244…
صحيح ابن خزيمة، ومسند احمد، ومسند ابي يعلى الموصلي، وموطأ الامام مالك وغيرها، ولا شك ان في هذه الكتب صحابة لم تشملهم الكتب الستة.
(ط) ولكن الصحابة لم يكونوا سواء في رواية الحديث: قال ابن سعد في [الطبقات 2/ 376] قال محمد بن عمر الاسلمي: انما قلت الرواية عن الاكابر من اصحاب رسول الله لانهم ماتوا قبل ان يحتاج اليهم، وانما كثرت عن عمر بن الخطاب وعلي بن ابي طالب لانهما وليا فسئلا وقضيا بين الناس، وكل اصحاب رسول الله ائمة يقتدى بهم، ويحفظ عنهم ماكانوا يفعلون، ويستفتون فيفتون، وسمعوا احاديث فأدوها، فكان الاكابر من اصحاب رسول الله اقل حديثا عنه من غيرهم ـ مثل ابي بكر وعثمان وطلحة .. الخ ونظرائهم فلم يأت عنهم من كثرة الحديث مثل ماجاء عن الاحداث من اصحاب رسول الله، مثل جابر بن عبدالله وابي سعيد الخدري وابي هريرة .. ونظرائهم لانهم بقوا وطالت اعمارهم واحتاج الناس اليهم ومضى كثير من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهم من لم يحدث عن رسول الله شيئاً، ولعله اكثر له صحبة ومجالسة وسماعاً من الذي حدث عنه ولكنا حملنا الامر في ذلك منهم على التوقي في الحديث أو انه لم يحتج اليه لكثرة اصحاب رسول الله، وعلى الاشتغال بالعبادة، والاسفار في الجهاد في سبيل الله حتى مضوا ولم يحفظ عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم شئ.
واما المكثرون من الصحابة، الذين زاد حديثهم على ألف، فروى بقي بن مخلد ـ حافظ الاندلس ـ لابي هريرة 5364 حديث ـ ولعبد الله بن عمر 2630 حديث، ولانس بن مالك 2286 حديث، ولعائشة 2210 حديث، ولابن عباس 1660 حديث، ولجابر بن عبدالله (1540) حديث، ولابي سعيد الخدري 1170 حديث .. اما ابن مسعود فروى له 848 حديث، ولعبد الله بن عمرو بن العاص (700) حديث ... …