كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)
246…أفعال النبي صلى الله عليه وسلم، مهما تكرر، فهو حديث واحد، لكن هذا الحديث الواحد وصل الى ابن مهدي من ثلاثة عشر سنداً، فأصبحت ثلاثة عشر حديثاً.
وروى البخاري: حدثنا اسماعيل بن ابي أويس قال: حدثني مالك عن هشام بن عروة عن ابيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله يقول: ان الله لا يقبض العلم انتزاعاً .. الحديث (كتاب العلم).
قال ابن حجر: ((وقد إشتهر هذا الحديث من رواية هشام بن عروة فوقع لنا من رواية أكثر من سبعين نفساً عنه: من أهل الحرمين، والعراقين، والشام وخراسان ومصر، وغيرها , ووافقه على روايته عن ابيه عروة: أبو الأسود المدني، وحديثه في الصحيحين، والزهري: وحديثه في النساء ويحيى بن أبي كثير: وحديثه في صحيح أبي عوانة، ووافق أباه على روايته عن عبد الله بن عمرو: عمر بن الحكم بن ثوبان، وحديثه في مسلم)) [الفتح 195/ 1].
فهذا الحديث الواحد ربما أصبح في كتب أهل الحديث أكثر من مئة حديث باعتبار طرقه المتعددة.
ومثال أخر: لقد كتب عن الزهري حوالي خمسين تلميذاً، فإذا كتب كل واحد منهم خمسمائة حديث عن الزهري تتحول هذه الأحاديث الخمسمائة الى خمسة وعشرين ألفا ف يجيل واحد: 50×500 = 25.000، وإن كان لكل راوِ عن الزهري ثلاثة تلاميذ، تتحول تلك الأحاديث في الجيل الثاني الى خمسة وسبعين الف حديث.
وعلى هذا المنوال، كان عدد الأحاديث يزداد يوماً بعد يوم ووصل الى ما وصل اليه من العدد. حتى قال أحمد بن حنبل: ((صح من الحديث سبعمائة الف حديث)).
ويذكر عن البخاري انه الف كتابه الصحيح من ستمائة الف حديث .. وكتابه يشمل على سبعة آلاف وثلاثمائة وسبعة وتسعين حديثاً، مع المكرر وقيل:…