كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)

249…فيسمع منهم قال: يرحل يكتب عن الكوفيين والبصريين وأهل المدينة ومكة، يشافه الناس ((يسمع عنهم)). [الرحلة في طلب الحديث ص 88].
وسئل الإمام أحمد بن حنبل ((أيرحل الرجل في طلب العلو))؟ فقال: بلى والله، شديداً لقد كان علقمة، والأسود، يبلغهما الحديث عن عمر رضي الله عنه، فلا يقنعهما حتى يخرجا إلى عمر فيسمعانه منه. [علوم الحديث، لابن الصلاح ص 223].
(ل) ولا تلتفتن إلى أقوال أهل الوهم الذين يقولون: إن عامة الحديث النبوي بقيت تتداوله الألسن شفاها حتى كان تدوينه في القرن الثاني الهجري وأن ألسنة الأعاجم الذين رووه قد أدخلت عليه تحريفاً .. فهذه الأقوال من الأوهام التي لا تقوم على تحقيق، للأدلة التالية.
أولاً: بدء كتابة الحديث في العهد النبوي: ولذا بوب البخاري ((باب كتابة العلم)).
وروى ثلاثة احاديث: الأول: أن الإمام عليا كانت عنده صحيفة مكتوبة.
والثاني: أمر رسول الله، من حضر، أ، يكتبوا لرجل من أهل اليمن نص خطبة القاها رسول الله.
والثالث: عن ابي هريرة أن عبد الله بن عمرو بن العاص كان يكتب الحديث عن رسول الله، فزاد حديث عبد الله على حديث أبي هريرة لهذا السبب.
وروى النسائي [58/ 8] عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل اليمن كتاباً فيه الفرائض والسنن والديات، وبعث به مع عمرو بن حزم فقرئت على أهل اليمن هذه نسختها .. الحديث، وروي الزهري أنه قال: جاءني أبو بكر بن حزم بكتاب في رقعة من أدم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا بيان من الله ورسوله .. الحديث.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: ((كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ناس من اصحابه وأنا معهم وأنا أصغر القوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من كذب علي متعمداً…

الصفحة 249