كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)

25…
1 ـ الاسم
للمدينة النبوية في الوثائق التاريخية اسمان: الأول، نعثر عليه في الآثار الجاهلية، وفي الكتب التي ذكرت العصر الجاهلي وهو ((يثرب)).
والآخر ((المدينة)) ولا يذكر في المصادر الإسلامية غيره (1).
(أ) أما يثرب فقد اختلفوا في سبب وضعه على المكان: فقال قوم: سميت المدينة ((يثرب)) باسم الذي نزلها من العماليق، وهو ((يثرب)) بن عبيل، وبنو عبيل، هم الذين سكنوا ((الجحفة)) (2) فأجحفت بهم السيول، فسميت الجحفة.
ويرى آخرون أنه علم وضع على هذا المكان، لدلالته على معنى فيه: فقالوا: قد تكون من التثريب، وهو التوبيخ والملامة. وفي الحديث ((إن زنت أمة …
__________
(1) أي: إن اسم ((المدينة)) هو المستخدم في التدوين والتأليف، في التاريخ والجغرافية والحديث والفقه والتفسير ... الخ ويذكرون للمدينة مئة اسم، ولكنها صفات مشتقة من معاني المحبة التي يكنها المسلمون للمدينة، ولا تستخدم عند التعريف بالمدينة والمدنيين , فهم يقولون فلان مدني ولا يقولون (طابي) ويقولون فلان من أهل المدينة , ولا يقولون من أهل طيبة .. وسيأتي مزيد شرح لهذه المسألة.
(2) الجحفة: موضع بين مكة والمدينة , يقع شرق مدينة رابغ مع ميل إلى الجنوب على مسافة اثنين وعشرين كيلا , وهو ميقات أهل مصر والشام إن لم يمروا على المدينة.

الصفحة 25