كتاب المدينة النبوية في فجر الإسلام والعصر الراشدي (اسم الجزء: 1)
250…فليتبوأ مقعدة من النار)) فلما خرج القوم: قلت كيف تحدثون عن رسول الله وقد سمعتم ماقال، وأنتم تنهمكون في الحديث عن رسول الله فضحكوا وقالوا: يا ابن أخينا، ان كل ماسمعناه منه، عندنا في كتاب)) [رواه الطبراني في الكبير، قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح].
والأخبار ـ دون الصحيح ـ عن الكتابة في العهد النبوي كثيرة. [انظر: قيد العلم].
ثانياً: والآثار في كتابة الحديث، عن الصحابة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة جداً.
أذكر منها مايؤيد ذلك: روى البخاري في باب ((زكاة الغنم)) عن أنس بن مالك، أن أنا بكر كتب له هذا الكتاب لما وجهه الى البحرين: بسم الله الرحمن الرحيم: هذه فريضة الصدقة التي فرض رسول الله على المسلمين، والتي أمر الله بها رسوله .. الحديث.
وأقل من هذا صحةً، مارواه الذهبي [التذكير 5/ 1] عن الحاكم .. قالت عائشة: ((جمع أبي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت خمسمائة حديث، فبات ليلته يتقلب كثيراً، قالت: فغنمي ذلك، فقلت: أتتقلب لشكوى، أو لشئ بلغك؟ فلما اصبح قال: أي بنية، هلمى الأحاديث التي عندك، فجئته بها، فدعا بنار فحرقها؛ فقلت: لم حرقتها قال: خشيت أن أموت وهي عندي، فيكون فيها أحاديث عن رجل قد ائتمنته ووثقته، ولم يكن كما حدثني، فأكون قد نقلت ذاك)).
قال الذهبي في ذيل الخبر: فهذا لا يصح، والله أعلم، ولم يذكر علةً لذلك.
وروى الأمام مالك في ((الموطأ)) باب ((صدقة الماشية)) قال: ((قرأت كتاب عمر بن الخطاب في الصدقة، قال: فوجدت فيه .. )) الحديث [195/ 1].
قال السيوطي في حاشية الموطأ ((تنوير الحوالك)) أخرجه أبو داود والترمذي وحسنه من طريق سفيان بن حسين عن ابن شهاب عن سالم عن ابن عمر قال: كتب رسول الله كتاب الصدقة فلم يخرجه الى عماله حتى قبض، فعمل به أبو بكر…